عن فرص توحّد دول جنوب العالم ضد سياسة الهيمنة الأميركية، كتب غيفورغ ميرزايان، في "فزغلياد":
لقد اتسم سلوك الرئيس ترمب مؤخرًا بعدوانية شديدة تجاه دول الجنوب العالمي كلها، وفي جميع القارات. هذا السلوك يُجبر دول الجنوب العالمي على التوحّد، أي تعميق التكامل فيما بينها، وتطوير مناهج مشتركة، وتوحيد قواها في مواجهة الغرب الجماعي.
مع ذلك، وفي الوقت نفسه، رغم الدور لذي يلعبه سلوك ترامب لجعل الجنوب العالمي يتحول إلى جنوب جماعي، إلا أن جهوده في هذا المسار غير كافية على الإطلاق.
أولًا، لأن أمثال ترمب يأتون ويذهبون، والتناقضات الموضوعية بين دول الجنوب العالمي لن تزول. ولن تؤدي تهديدات ترمب إلى استعداد دول الجنوب العالمي للتنازل عن سيادتها والانضواء تحت مظلة الصين؛ ولا تمتلك الصين الكثير مما ينبغي أن يمتلكه أي منافس على قيادة العالم، وعلى رأس ذلك أيديولوجية عالمية تجذب مجتمعات الدول الأخرى.
ومع ذلك، لم تزُلْ المخاوف والشكوك، بل ما زالت مهيمنة على عالم هدر فيه الغرب الجماعي مصداقية القانون الدولي.
ومن ناحية أخرى، لا يحتاج جنوب العالم إلى التوحد. بل سيحل عالم إقليمي محل العالم أحادي القطب، حيث يتولى القادة الإقليميون، من خلال التعاون فيما بينهم، حل مشاكل منطقتهم بشكل مستقل. وهنا، تكتسب فلسفة بريكس ومنظمة شنغهاي للتعاون، التي تتضمن احترام السيادة ومبدأ الأمن غير القابل للتجزئة، أهمية بالغة. وترمب يُروّج لهذه الفلسفة حاليًا بأفعاله، وهو ما يستحق الشكر عليه ومنحه جائزة ما. ولا ضير أن تكون جائزة نوبل، التي تضاءلت أهميتها منذ فترة طويلة.