عاجل:

قراءة في الزيارة المرتقبة لقداسة البابا لاوون الى لبنان: زيارة ذات ابعاد "روحية خاصة" ودفع لـ "جهود السلام" في توقيت داخلي وإقليمي حساس (خاص)

  • ٤٦

خاص - "إيست نيوز"

ابتسام شديد

 لم تحجب الانشغالات السياسية الأضواء عن زيارة قداسة البابا لاوون الرابع عشر المقررة الى لبنان التي أعلن عنها البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي في حديث إعلامي ولا تزال حتى اليوم محاطة بتكتم شديد من دون إعطاء التفاصيل لعدم إفساد الحدث المرتبط بالتطورات الأمنية من جهة، ولأن قرار بهذا الحجم ويتصل بحراك البابا خارج أسوار الفاتيكان يصدر عن الدوائر الفاتيكانية فقط وسبق أن تعطلت زيارة البابا فرنسيس الى لبنان في العام 2022 بعد الإعلان الرسمي عنها من قبل لبنان .

لذلك تقول المعلومات، ان العمل جار "بسرية" تفاديا لأي خطأ يمكن ان يحصل، وقد بدأت التحضيرات فعليا بين الدوائر المعنية في الفاتيكان والجهات المهتمة بالحدث في لبنان بعيدا عن الضجيج السياسي والإعلامي بانتظار أن يصدر عن الفاتيكان ما يتناول الحديث ويحدد موعده الرسمي والنهائي.

وعليه، فقد أكدت مصادر مطلعة على ما يجري في بكركي لموقع "ايست نيوز" صحة المعلومات في شأن الزيارة، لكنها أشارت الى ان تحديد حركة البابا في الخارج تقع على عاتق الدوائر الرسمية. ولذلك فان التحضيرات جارية بشكل غير علني تحسبا لحدوث اي تغيرات يمكن أن تنعكس سلبا على الموعد المتوقع مبدئيا في تشرين الثاني المقبل. فلبنان يعيش على بركان أحداث امنية قد تفجر الوضع في اي وقت، وعليه فان التأجيل كما تقول المصادر عينها ليس أمرا مطروحا اليوم لكنه معلق على التطورات في لبنان.

 وأكدت هذه المصادر لموقعنا، ان الحبر الاعظم أصر على زيارة لبنان على الرغم من نصائح وصلته بالتأجيل لكنه أبلغ المقربين منه ان زيارة لبنان اولوية في أجندة جولاته الخارجية المقررة لهذا العام.

ولذلك فإن زيارة البابا - كما تضيف المصادر - تحمل رسائل كثيرة. فهي تأتي في ظرف إقليمي دقيق وتحولات كبرى في المنطقة لم تكتمل بعد بصورتها النهائية، ولذلك تعتبر " دعما" معنويا وروحيا يحتاج إليه الشعب اللبناني "الخارج" من أزمات قاسية و"رسالة سلام" الى دول المنطق جميعها.

 وتضيف المصادر ان تخصيص لبنان في اولى الزيارات الخارجية لقداسة البابا خارج إيطاليا ، دليل إضافي على اهتمام الفاتيكان الاستثنائي بلبنان وشعبه ورئيسه وحكومته مما يعطي الزيارة اهمية وأبعادا سياسية واجتماعية تضاف الى جانب الجزء الروحي .

 فعلى الصعيد السياسي يعتبر مجيء البابا دعم للعهد الجديد والرئيس جوزاف عون الذي زار الفاتيكان في بداية عهده وجه خلالها الدعوة له لزيارة لبنان. وإن من شأن الزيارة المرتقبة ان تترك انعكاسات ايجابية على المستويات الروحية والاجتماعية والانسانية، فزيارة البابا تثبت وتعزز المواقف الوطنية ودعوات بكركي الى السلام والاستقرار.

كما سيساهم حضور البابا لاوون في إعطاء جرعة معنويات ودعم للحضور المسيحي في لبنان وتظهير الروابط القائمة بين الفاتيكان والشعب اللبناني بكل طوائفه. وكان البابا قد التقى في الفاتيكان قبل أيام على هامش المؤتمر الحبري المريمي الوفد الإسلامي المشارك من لبنان المخصص للحوار بين الأديان وتعزيز العلاقات في ما بينها طرح خلاله الوفد ولا سيما الشيعي منه كما الدرزي هواجس لبنان وأهمية التعاون المسيحي والإسلامي لتحقيق الاستقرار .

ولمزيد من التفاصيل انتهت المصادر لتقول: أن التنسيق قائم بين بكركي والسفارة البابوية والقصر الجمهوري لتنظيم الزيارة. ووفق المعلومات الاولية فإنها لن تتخطى اليومين او ثلاثة أيام، يقيم خلالها في السفارة البابوية في حريصا، ولم يحدد بعد البرنامج الكامل ولا موقع القداس الشعبي الذي يقام عادة في جولات البابا الخارجية.

وفي الختام لا بد من الاشارة الى زيارات "البابوات" الى الخارج، تعتبر حدثا استثنائيا وخصوصا عندما تشمل بلدا مثل لبنان، فمثيلاتها عادة ما تأتي في ظروف صعبة للوقوف على معنويات وحاجات شعبه بكل طوائفه ومذاهبه وثقافاته، وللتحفيز على الخطوات المؤدية إلى السلام واحترام الحياة. وهي معطيات تقود الى سؤال جوهري ومهم مفاده، هل ستحمل الزيارة المرتقبة "بشرى" سارة الى اللبنانيين؟ وتساهم الرعاية الروحية في مسيرة انقاذ لبنان ودفعها الى الأمام وحمايته من كل المخاطر المحيطة به في هذه الظروف الداخلية والإقليمية والدولية الدقيقة؟

المنشورات ذات الصلة