عاجل:

"الدوحة تحت النار"... الخليج يُعيد الحسابات: "إسرائيل" تهديدٌ أمني يفوق إيران

  • ٥٢

في تحول دراماتيكي في المشهد الأمني الإقليمي، ذكرت صحيفة "The Guardian" البريطانية أن "إسرائيل" أصبحت تُنظر إليها في العواصم الخليجية كتهديد أمني أكبر من إيران، في أعقاب ضربة "إسرائيلية" استهدفت مفاوضين من حركة حماس في العاصمة القطرية الدوحة هذا الأسبوع.

ووصفت الصحيفة البريطانية الضربة بأنها "تجاوز لخط أحمر لا يمكن حتى لأقرب الشركاء العرب لإسرائيل تجاهله"، مشيرةً إلى أن الهجوم على قطر – الدولة الحليفة للولايات المتحدة، والمقر المركزي للمفاوضات بين "إسرائيل" وحماس – ليس مجرد عملية اغتيال أخرى، بل نقطة تحوّل استراتيجية في نظرة الخليج للتوازنات الإقليمية.

وقالت الصحيفة إن "إسرائيل" نفذت ضربات في ست دول خلال العامين الماضيين، منها سوريا ولبنان واليمن، لكنها للمرة الأولى تستهدف دولة خليجية حليفة لواشنطن، ما يثير تساؤلات حول مصداقية "الضمانات الأمنية الأميركية" التي لطالما اعتمدت عليها دول الخليج.

"نظام إقليمي يتفكك"

وأشارت "ذا غارديان" إلى أن دول الخليج بدأت تدرك أن الهجمات الإيرانية باتت متوقعة ومألوفة، بينما التصعيد "الإسرائيلي" أصبح أكثر جرأة وغير منضبط، خصوصاً في ظل استمرار العمليات العسكرية في غزة، وتصاعد التوتر في الضفة الغربية وسوريا ولبنان وقطر.

وأضافت الصحيفة أن الهجوم "الإسرائيلي" على الدوحة قد يُشكل "لحظة فاصلة"، تدفع حكومات الخليج إلى إعادة تقييم أولوياتها الأمنية، وتكثيف جهودها لتنويع الشراكات الدفاعية مع قوى مثل تركيا والصين، فضلًا عن إعادة النظر في مشاريع التطبيع مع "إسرائيل" التي باتت أكثر صعوبة وسط الغضب الشعبي العربي.

"الضمانات الأميركية تحت المجهر"

وبالرغم من الاستياء "الإسرائيلي" من دعم قطر لغزة عبر تمويلات إنسانية، تُذكّر الصحيفة بأن الولايات المتحدة لا تشارك هذا الموقف، خاصة أن قاعدة "العديد" الجوية في قطر تُعد حجر الزاوية في التواجد العسكري الأميركي في المنطقة. ومع ذلك، فإن الضربة الثانية على الدوحة – بعد استهدافها أيضاً خلال النزاع الإسرائيلي الإيراني الأخير – تُظهر هشاشة تلك الضمانات الأمنية.

وتخلص الصحيفة إلى أن الهجوم على الدوحة يعكس انهيار التفاهمات غير المعلنة التي حكمت علاقات "إسرائيل" مع الخليج لعقود، وقد يدفع هذه الدول إلى المضي قدمًا في بناء استقلالية استراتيجية عن واشنطن، في وقت تبدو فيه الأخيرة عاجزة أو غير راغبة في كبح جماح التصعيد "الإسرائيلي".

المنشورات ذات الصلة