في خضم التصعيد المتواصل على الجبهة الأوكرانية، أثارت حادثة سقوط طائرة مسيّرة في أجواء بولندا، والتي يُزعم أنها روسية، موجةً جديدة من الجدل، ليس فقط بشأن مصدر المسيّرة، بل حول المستفيد الحقيقي من هذا الحدث.
الكاتب الروسي ألكسندر غريشين، وفي مقال نُشر بصحيفة كومسومولسكايا برافدا، أشار إلى أن نتائج استطلاع أجرته صحيفة Res Futura البولندية كشفت عن انقسام في الرأي العام البولندي بشأن المسؤول عن الحادثة:
- 38% حمّلوا أوكرانيا المسؤولية؛
- 34% ألقوا باللائمة على روسيا؛
- 15% اتهموا الحكومة البولندية؛
- 8% ألقوا باللوم على وسائل الإعلام؛
- 5% على الناتو والغرب.
ويُعلق غريشين بأن هذه النتائج كانت ستُظهر تشكيكًا أكبر في الرواية الرسمية لو امتلك البولنديون معلومات أكثر دقة.
طائرات بدون أهداف... ولا فائدة عسكرية
بحسب المقال، فإن جميع الطائرات المسيّرة التي عُثر عليها حتى الآن داخل بولندا كانت من طراز "غيربيرا"، وهي طائرات صغيرة لا تحمل متفجرات أو معدات اتصال أو تصوير. أي أنها لا تُعد طائرات استطلاع أو هجوم، بل مجرد أدوات لتشتيت الدفاعات الجوية، أو ما يُعرف بـ"أفخاخ الطائرات".
كما أشار غريشين إلى أن مدى طائرات "غيربيرا" لا يتجاوز 400 كيلومتر، ما يُضيّق دائرة انطلاقها إلى مكان واحد ممكن فقط من روسيا، هو كالينينغراد، ما يعزز الشكوك بشأن تورّط كييف في عملية استفزازية مُحتمَلة.
كيف تستفيد أوكرانيا من الحادثة؟
يُعدد الكاتب خمسة دوافع محتملة تجعل من الحادثة مكسبًا استراتيجيًا لأوكرانيا، في حال ثبوت تورطها:
- الضغط لإقحام الناتو في الحرب، على الأقل عبر فرض "منطقة حظر جوي" أو تنسيق الدفاعات الجوية.
- المطالبة بعقوبات جديدة على روسيا بذريعة تهديد الأمن الأوروبي.
- استغلال الحادثة للحصول على تمويل وتسليح إضافي من الحلفاء.
- تحجيم أي أصوات أمريكية تدعو للحل السلمي، خصوصًا الرئيس السابق دونالد ترامب.
- تأجيج المشاعر المعادية لروسيا في أوروبا والولايات المتحدة، لخلق ضغط شعبي وسياسي إضافي.
المصدر: روسيا اليوم_ صحافة