في ظل التحذيرات المستمرة من منظمة الصحة العالمية بشأن الاستهلاك المفرط للملح، الذي يُعرف بـ"السم الأبيض"، يتجه كثيرون اليوم نحو البحث عن بدائل صحية تحافظ على النكهة دون الإضرار بالقلب أو الكلى.
بحسب تقرير نشرته "الجزيرة نت"، تشير الدراسات إلى أن تقليل الصوديوم في النظام الغذائي يساهم بشكل مباشر في خفض ضغط الدم وتقليل خطر الإصابة بأمراض القلب والسكتات الدماغية. ومع ذلك، فإن التحدي الأكبر يكمن في إيجاد بدائل مقنعة للملح دون التأثير على الطعم.
تقدم بعض المنتجات التجارية بديلاً يعتمد على كلوريد البوتاسيوم، وهو مركّب يشبه الملح في الطعم إلى حد كبير، لكن دون تأثيرات الصوديوم السلبية. وقد أظهرت دراسة نُشرت في مجلة "نيو إنغلاند" الطبية أن استخدام بدائل الملح المحتوية على البوتاسيوم قلّل من معدل الوفاة بنسبة 12% لدى مشاركين في دراسة شملت 21 ألف شخص يعانون من ارتفاع ضغط الدم أو تاريخ سابق لأمراض القلب.
لكن الخبراء يحذرون من أن هذه البدائل ليست مناسبة للجميع. فالأشخاص المصابون بأمراض الكلى، أو الذين يتناولون أدوية مدرّة للبول أو أدوية تؤثر على مستويات البوتاسيوم، قد يواجهون مخاطر صحية بسبب تراكم البوتاسيوم في الجسم.
لمن يبحث عن حلول آمنة وطبيعية، يُنصح بالاعتماد على الأعشاب الطازجة والمجففة، مثل الزعتر، الروزماري، الحبق، والكزبرة، إلى جانب التوابل مثل الكمون، الكركم، الفلفل الأسود، البابريكا، ومسحوق الثوم.
كما يمكن استخدام الليمون وعصير البرتقال والخل لإضافة طعم حامضي يوازن نكهة الطعام، ويقلل الحاجة للملح. وظهرت في بعض المطابخ الآسيوية والأوروبية اتجاهات لاستخدام الطحالب البحرية ومسحوق الأعشاب البحرية كبدائل طبيعية للملوحة.
الاعتياد على الطعام قليل الملح قد يتطلب وقتاً، لكن الفوائد الصحية طويلة الأمد تستحق المحاولة. البدائل الطبيعية لا تُحافظ فقط على مذاق الطعام، بل تدعم أيضاً نمط حياة صحي ومتوازن.