ألقى البطريرك مار بشارة بطرس الراعي عظة من بلدة القليعة، ختم بها جولته التي شملت كلًا من الجرمق، العيشية، إبل السقي، كوكبا، جديدة مرجعيون، على أن تتواصل لاحقًا في النبطية والكفور وكفروه والحجة والعدوسية.
وأعرب البطريرك الراعي عن اعتزازه بصمود أبناء الجنوب اللبناني الذين واجهوا على مدى سنوات الاعتداءات الإسرائيلية والحروب المتكررة، مؤكدًا أن الجنوب هو "أرض مباركة، أرض الكرامة والحرية"، وليس أرض نزاع، بل رمز للعيش المشترك والسلام الحقيقي.
وأشاد البطريرك بأبناء الطائفة الشيعية الكريمة، شركاء المصير في الجنوب، إلى جانب المسيحيين والسنة والدروز، معتبراً أن صمودهم المشترك يشكل "شهادة حيّة للتعايش والكرامة في جنوبي لبنان".
واعتبر البطريرك أن القداس الإلهي الذي احتُفل به هو صلاة شكر لله الذي يحفظ شعبه رغم الشدائد، كما رفع الصلاة من أجل أرواح الشهداء، وشفاء الجرحى، وتعزية العائلات المنكوبة. وأكّد أن الجنوب يذكّر لبنان كلّه برسالته التاريخية، مشددًا على أن "الخلاص هو للذين يصبرون ويثبتون حتى النهاية".
وتطرّق الراعي إلى حجم الخسائر البشريّة والماديّة التي أصابت الأهالي، من شهداء وجرحى ودمار وهجرة، لكنه حيّا ثباتهم وتمسكهم بالأرض، مشدّدًا بالقول: "هذه الأرض ليست للبيع ولا للتنازل".
وأكد البطريرك أن لبنان لا يُبنى من دون إنصاف الجنوب، مشدّدًا على ضرورة انسحاب إسرائيل الكامل والنهائي من كل الأراضي اللبنانية المحتلة، وبسط الدولة لسيادتها على كامل التراب الوطني. واعتبر أن الجيش اللبناني هو الضمانة الحقيقية لحماية الجنوب وكرامة الشعب، داعيًا إلى انتشاره الكامل في المنطقة.