عاجل:

الأزمة المفتعلة مع مصر لا تحتاجها "إسرائيل" (يديعوت احرونوت)

  • ٧٣

إيست نيوز- ترجمة باسم اسماعيل 

تداولت وسائل الإعلام والسوشال ميديا في الأسابيع الأخيرة تحذيرات متزايدة حول "مؤامرة سوداء" مصدرها مصر، تتراوح بين انتهاكات مزعومة لمعاهدة السلام إلى تعزيزات عسكرية ضخمة أحادية الجانب في سيناء وحتى الاستعدادات لحرب محتملة مع إسرائيل.

وتكشف نظرة فاحصة عن كثب عن نتيجة مقلقة في كل من مصادر هذه الادعاءات وموثوقيتها، فمن الواضح أن معظم الصحفيين والمعلقين الذين يطلقون هذه التحذيرات ينتمون إلى الجناح اليميني السياسي الإسرائيلي، وتحليلاتهم غامضة تفتقر لمصادر دبلوماسية أو عسكرية رسمية.

إن الخطر الحقيقي هنا لا يكمن في الهجوم المصري الذي يلوح في الأفق، بل في الجهود المتضافرة والمشكوك بنواياها لافتعال التوتر بين القاهرة والقدس. وفي هذا الصدد ثمة تشابه تاريخي حديث يذكّرنا بما يسمى قضية "قطر غيت"، حيث سعت قطر إلى تعزيز صورتها كوسيط ناجح من خلال تقويض دور مصر ونشر مزاعم حول نوايا القاهرة العسكرية ضد إسرائيل، وقد تبين لاحقاً أن هذه المزاعم كانت أخباراً كاذبة.

ولكن في الواقع فإن العلاقات الإسرائيلية المصرية تتدهور بالفعل، ولكن ليس للأسباب التي تشير إليها التقارير الإعلامية بل لقلق القاهرة من أن إسرائيل قد تسعى إلى حل أزمة غزة على حساب مصر من خلال إجبار سكان غزة على التهجير إلى شمال سيناء. ومن المرجح أن يُنظر في إسرائيل إلى الاستعدادات العسكرية المصرية على أنها تحضير لهجوم ما، وهذا بدوره يدفع إسرائيل إلى الاستعداد مما قد يؤدي إلى احتكاك مباشر يمكن أن يقوض معاهدة السلام بين البلدين.

لقد أصبح استعراض القوة هو استراتيجية اسرائيل المعتمدة خلال الأشهر الستة الماضية .. ولكن هذه الإستراتيجية مع مصر يمكن أن تجر البلاد إلى صراع آخر يهدد أحد أهم المكتسبات الاستراتيجية لإسرائيل على مدى السنوات الخمسين الماضية.

المنشورات ذات الصلة