عاجل:

التسوية بدأت والخطر قائم ومَن يعش يرَ (آراء حرة)

  • ٩٥

آراء حرة – "إيست نيوز"

بقلم حبيب شلوق

بِـذا قضَتِ الأيامُ ما بين أهلها .. مصائبُ قومٍ عند قومٍ فوائدُ "المتنبي"

هذا الشعر ينطبق على لبنان وغزة في وقت واحد، إذ ما أن خاض "حزب الله" معركة غزة تحت شعار "حرب الإسناد" وبدعم إيراني مالي ولوجيستي حتى انحسرت الحرب الإسرائيلية في لبنان وتحولت إلى غزة. وصحيح أن العمليات العسكرية ضد لبنان لم تتوقف، غارات وقصفاً ورشقات على الجبهات، من دون رد يذكر، فإن "حرب غزة" كانت حرباً ضروساً ونوعاً من "نكون أو لا نكون". والدليل هو "أسطول الصمود"الذي استولت القوات الإسرائيلية على قواربه وبات جميع الروّاد المشاركين فيه في أحد سجون تل أبيب.

ويبقى فريق مسلّح من اللبنانيين مقتنعاً بــ "الإنتصارات الخيالية" الكاذبة التي نعيشها منذ أربعين عاماً!

أما اليوم فالسيناريو انتهى وغزة نحو اتفاق دولي سيكون بمباركة أميركية ــ اسرائيلية ــ أوروبية ــ إيرانية، ولن يكون لمصلحة دولة فلسطين ولا لمصلحة القضية التي تخلى عنها العرب من المحيط إلى الخليج، بل على مرأى من "حزب الله" أحد السواعد االمكبــّـلة للثورة الإيرانية .

نحن سندفع الثمن أعني كل اللبنانيين مسلمين وخصوصاً شيعة، وسنة ومسيحيين ودروزاً، سيدفعون الثمن. إذ أن الجمهورية الإسلامية الإيرانية باعت أحد روافدها بأبخس الأثمان لمصلحة الولايات المتحدة الأميركية التي ابتكرت مع فرنسا مرشدها الديني الإمام آية الله الخميني وصدّرتاه من باريس إلى طهران، بينما يعاني شعب هذا الرافد الفقر وعدم الإستقرار السياسي والإقتصادي والمالي والتعليمي ويسلّم مصيره إلى "ما يقدّر الله"!

مطلوب من لبنان في غضون أيام أن يحسم قراره ويبدأ فعلياً "نزع" السلاح كما جاء في اتفاق وقف إطلاق النار، وإلا فإننا مقبلون على أسابيع سود لا يعرف خطرها سوى القيمين على تقاسم المنطقة عرباً وأجانب وفرساً، أما نحن، فنحن وحدنا لا نعرف إلى أين نسير.

وهكذا تبيّن أن إيران الإسلامية النظام لا تسعى إلى حلفاء لها، إنما إلى عملاء تديرهم كيفما أرادات، والنتيجة ستظهر خلال أيام عندما تتم التسوية في غزة بموافقة الجمهورية الإسلامية الإيرانية التي يقتصر دورها على "ضيافة القهوة".

 مؤسف أن يكون "الحزب" مكبّلاً إلى هذه الدرجة، ومؤسف أكثر أن ننتظر انتهاء "حرب غزة" لننزل إلى الملاجئ ونحصي كلما استطعنا، الضحايا والأضرار والأبنية المدمّرة والمحروقة ويأتي مَن يوزّع عليك "نعمة" الشهادة. نحن بعنا قرارنا، وايران قادرة حتى يستيقظ بعض اللبنانيين، على اعطاء الأوامر لفريق واحد من اللبنانيين لا يعرف مرجعيته!

قد يكون شهرا تشرين الأول وتشرين الثاني هما الفيصل ولكن ثمة لبنانيين لا يزالون في وعيهم يدركون أن إيران لا صديق لها منذ وفاة الشاه محمد رضا بهلوي صديق لبنان وحليف الحكم فيه، ضد الرئيس المصري جمال عبد الناصر الذي حاول بسط سيطرته عليه امتداداً إلى سوريا، قبل أن يقترح الرئيس اللبناني فؤاد شهاب إقامة خيمة تجمعه به على الكيلومتر 101 (الحدود اللبنانية ــ السورية)..

 وكان ما كان مما لست أذكره،

 فظُنّ خيراً ولا تسأل عن الخبرِ.

(الشاعر العباسي ابن المعتز)

نحن مقبلون على حرب لا أفق لها .. دعونا ننام كم يوم بلا كوابيس، إذ أن الآتي أعظم ومَن يعش يرَ.


المنشورات ذات الصلة