عاجل:

ليس عشوائيًا... دراسة تؤكد: فيروس الإيدز يختار "مخابئه" داخل الجسم بعناية

  • ٦

في إنجاز علمي لافت، توصل باحثون كنديون إلى اكتشاف آلية معقدة يستخدمها فيروس نقص المناعة البشرية (HIV) للاختباء داخل الجسم، ما يساعد على تفسير سبب صعوبة القضاء عليه حتى بعد سنوات من العلاج.

الدراسة، التي جاءت نتيجة تعاون بين جامعتي ويسترن وكالغاري، كشفت أن الفيروس لا يندمج عشوائيًا في الحمض النووي للخلايا كما كان يُعتقد سابقًا، بل يتبع أنماطًا ذكية ومحددة تختلف باختلاف نوع النسيج.

 ففي الدماغ، يتجنب HIV المناطق النشطة من الجينات، مفضلاً المناطق "الهادئة" من الحمض النووي ليختبئ بها دون أن يُكشف. أما في الدم والجهاز الهضمي، فيتبنى استراتيجيات مختلفة تتلاءم مع البيئة المناعية لكل عضو.

اللافت في الدراسة أنها اعتمدت على عينات نادرة تعود إلى عام 1993، أي قبل ظهور العلاجات الحديثة، ما سمح للباحثين بفهم سلوك الفيروس في حالته "الطبيعية" وداخل أعضاء متعددة من نفس الشخص.

وأكد البروفيسور ستيفن بار من جامعة ويسترن أن "الفيروس لا يندمج في الخلايا بشكل عشوائي، بل يستخدم استراتيجيات مختلفة باختلاف الأنسجة، وهذا ما يجعل القضاء عليه مهمة شديدة التعقيد".

ويأمل الفريق البحثي أن يُسهم هذا الاكتشاف في تطوير علاجات دقيقة تستهدف الخلايا المختبئة أو تعمل على "إسكات" الفيروس بداخلها، مما يشكل خطوة مهمة في طريق العلاج النهائي لمرض الإيدز.

هذا التقدم العلمي يعطي بصيص أمل جديد لملايين المرضى حول العالم، ويؤكد أن المعركة ضد HIV مستمرة، وأن العلم يقترب خطوة بعد خطوة من فك شيفرة هذا الفيروس المعقّد.

المنشورات ذات الصلة