ذكرت جريدة "الجمهورية" أنه في ظلّ هدوء نسبي أعقب اتفاق وقف إطلاق النار في غزة، اتّجهت الأنظار إلى بيروت التي تشهد حراكًا سياسيًا وأمنيًا متسارعًا، تزامنًا مع تحذيرات داخلية وخارجية من استدارة إسرائيلية نحو لبنان، وخشية من انفجار محتمل على الحدود الشرقية.
ففي أول زيارة من نوعها منذ سقوط النظام السوري السابق، وصل وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني إلى بيروت على رأس وفد رسمي، حيث يلتقي كبار المسؤولين اللبنانيين، وعلى رأسهم رئيس الجمهورية جوزاف عون ورئيس الحكومة نواف سلام. وتُعقد الزيارة بوساطة سعودية، وتتناول ملفات أساسية تتعلّق بالنازحين، ترسيم الحدود، التعاون الأمني، وتطبيع العلاقات بين البلدين.
الزيارة جاءت بالتزامن مع تقارير استخباراتية ودبلوماسية غربية حذّرت من احتمال تصعيد عسكري إسرائيلي في المنطقة، خاصة بعد أنباء عن اتفاق بروتوكولي غير معلن بين واشنطن والرئيس السوري الانتقالي أحمد الشرع. وتحدثت هذه التقارير عن احتمال توكيل مجموعات سورية بعمليات استفزازية على الحدود مع لبنان، الأمر الذي سيكون على طاولة بحث الشيباني، حيث يُنتظر منه تقديم ضمانات لعدم صحّة هذه السيناريوهات.
على الصعيد الأمني، سجّل جهاز الأمن العام اللبناني إنجازًا لافتًا بإحباط مخطط إرهابي خطير كان يستهدف تنفيذ تفجيرات متزامنة في بيروت، أبرزها في محيط مرقد السيد حسن نصرالله والمدينة الرياضية، خلال فعاليات إحياء ذكرى الحرب. وقد أدّت التحقيقات إلى توقيف خمسة أشخاص من جنسيات مختلفة، وتبيّن أن المُشغّل الأساسي للمجموعة يُدعى "مارتين" ويقيم في ألمانيا، ويُشتبه بارتباطه بالاستخبارات الإسرائيلية.
سياسيًا، تصاعد التوتر بين رئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس الحكومة نواف سلام على خلفية ملف إعادة إعمار الجنوب. ففيما انتقد بري تقاعس الحكومة عن دعم الجنوبيين العائدين إلى قراهم، ردّ سلام مذكّرًا بزيارة ميدانية قام بها مع وزراء إلى الجنوب، وبجهود حكومية لتأمين مساعدات وقرض دولي لإعادة الإعمار. وردّت عين التينة على تغريدة سلام بالقول: "الشمس طالعة والناس قاشعة".
من جهة أخرى، جدد بري التحذير من احتمال التفاف إسرائيل على اتفاق غزة، مشددًا على أن ما بعد غزة ليس مجهولًا، داعيًا إلى اليقظة الرسمية والشعبية. ورفض بري أي بحث في تأجيل الانتخابات النيابية، مؤكدًا ضرورة إجرائها في موعدها وفق القانون الحالي.
في موازاة ذلك، أقرّ مجلس الوزراء تمديد العمل بمطمر النفايات في الجديدة حتى نهاية 2026، مع تكليف مجلس الإنماء والإعمار بإنشاء محطة كهرباء في الموقع، والسماح للبلديات بإنشاء معامل لمعالجة النفايات.