عاجل:

الرئيس ترامب لا يساند إسرائيل فحسب، بل ينقذها من نفسها (القناة 12 الاسرائيلية)

  • ٢٠

مرةً أُخرى، أثبت دونالد ترامب أنه أحد القادة القلائل في العالم القادرين على تغيير واقع جيوسياسي معقد. ففي حين يواصل قادة الغرب، في معظمهم، انتهاج سياسة مترددة وحذِرة، يختار الرئيس ترامب أن يتصرف بشجاعة ووضوح، وأن يقود خطوة قد تنقذ إسرائيل والفلسطينيين من دوامة عنفٍ لا نهاية لها.

إن المبادرة الأميركية الجديدة التي تحمل بصمته الواضحة، تهدف إلى إنهاء الحرب في غزة، وتحقيق الإفراج عن الأسرى، وتأسيس ائتلاف عربي يتولى إدارة القطاع خلال فترة انتقالية، إلى أن تُسلّم مقاليد الحكم لسلطة فلسطينية معززة وخاضعة لإشراف دولي. إنه إجراء جريء، لكنه ضروري أيضاً، هدفه ضمان الأمن لإسرائيل ومستقبل من الأمل للفلسطينيين.منذ هجوم السابع من تشرين الأول/أكتوبر، تواجه إسرائيل إحدى أصعب الفترات في تاريخها. لقد انهارت سياسة "إدارة الصراع" التي وجهت الحكومات على مدى عقود دفعةً واحدة. وأدرك ترامب، على غرار سلفه في المنصب بايدن، أن استمرار هذا النمط يهدد وجود إسرائيل نفسها، كدولة قوية وشرعية وذات مكانة دولية. غير أنه، بخلاف بايدن الذي يفتقر إلى نفوذ فعلي على نتنياهو، لا يكتفي بالدعوات إلى التهدئة، بل يفرض على الجانبين ما يعتقد أنه، وبحق، الحل الصحيح والعادل لكليهما.

بالنسبة إلى إسرائيل، تعرض التسوية الآخذة في التبلور ما حلمت به أعواماً: الحفاظ على أمنها وحرية عملها العسكري، إلى جانب الانفصال عن السكان الفلسطينيين بالتدريج، وإقامة جهاز فلسطيني فعّال ومسؤول. أمّا الفلسطينيون، فسيحصلون على فرصة لإعادة بناء غزة، وتطوير اقتصاد مستقل، ونيل شرعية دولية، لكن هذه المرة، مع تحمُّل مسؤولية حقيقية عن الحكم والأمن.

إن ترامب، بخلاف أسلافه، لا يخشى اتخاذ خطوات كانت تُعد "مستحيلة" في الماضي، فهو يعيد "صفقة القرن"إلى الطاولة، لكنه يحدّثها بما يتلاءم مع الواقع الذي نشأ بعد السابع من تشرين الأول/أكتوبر. إن الرؤية التي توجّهه واضحة: يجب أن يستند أيّ اتفاق سياسي إلى الواقع القائم على الأرض، لا إلى أوهام تسويات غير قابلة للتحقيق.

فالأساس الجديد الذي يطرحه ترامب يحافظ على مبادئ الأمن لإسرائيل، إلى جانب التقدّم لمصلحة الفلسطينيين بالتدريج، فهو لا يسعى لفرض حل غير واقعي، بل لصوغ حلّ عادل ومستدام، يضمن الهدوء والاستقرار والازدهار للطرفين. لكن ترامب يدرك أمراً آخر أيضاً: إذا توقّف مسار التسوية عند غزة فقط، فلن يصمد طويلاً، وسيؤدي غياب الحلّ الشامل إلى تجدّد العنف وزعزعة الاستقرار في الضفة الغربية، وفي المنطقة بأسرها. ولذلك هو يعمل، انطلاقاً من فهم استراتيجي واسع، على بلورة مسار إقليمي شامل، تدعمه الدول العربية المعتدلة، وتشرف عليه المجموعة الدولية.

سيقول البعض إن ما يجري "سلام مفروض". أمّا ترامب، فيفضل أن يسميه "سلاماً ضرورياً"، يخدم مصلحة جميع الأطراف. لقد أثبت الإسرائيليون والفلسطينيون، مراراً، أنهم غير قادرين على التوصل إلى اتفاق بأنفسهم، وترامب هو مَن يأتي بالحزم والسلطة والرؤية المطلوبة لكسر حالة الجمود.

إذا نجح في قيادة هذه الخطوة، فسيسجَّل في التاريخ، ليس بصفته الصديق الأكبر لإسرائيل فحسب، بل أيضاً مَن أرسى سلاماً حقيقياً في الشرق الأوسط. قد تكون السنوات الثلاث المتبقية له في البيت الأبيض كافية لبلورة واقع جديد من الأمن والاستقرار، وإرساء مسار يغيّر وجه المنطقة لأجيال قادمة.

بعبارة أُخرى، لا يساند الرئيس ترامب إسرائيل فحسب، بل ينقذها. إنه الرجل الوحيد المستعد لأن يقول للإسرائيليين والفلسطينيين الحقيقة: إن استمرار الحرب يعرّض الطرفين للخطر، ووحده السلام الشجاع المستند إلى الواقع هو الذي يكفل ضمان مستقبل أفضل.

 




المنشورات ذات الصلة