في أجواء روحانية دافئة ومفعمة بالرمزية، استقبل قداسة البابا لاون الرابع عشر صباح اليوم البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، في لقاء هو الأول بين رأس الكنيسة الكاثوليكية الجامعة وأب الكنيسة المارونية، حمل في مضمونه همًّا مشتركًا: سلام لبنان والشرق، وكرامة الإنسان والإيمان والأرض.
اللقاء، الذي عُقد في تمام الساعة التاسعة والنصف صباحًا في حاضرة الفاتيكان، تخلله ترحيب خاص من البابا بالراعي، لا سيّما بعد غيابه عن حفل تنصيب قداسته في عيد الفصح الماضي بسبب وعكة صحية. وقد عبّر البابا عن تقديره للبطريرك الراعي ومحبة كبيرة للبنان وشعبه، مؤكدًا أن "لبنان في قلبه"، وأن التحضيرات لزيارة رسولية إلى وطن الأرز جارية "بفرح عظيم وعاطفة أبوية".
من جهته، شكر البطريرك الراعي قداسة البابا على اختياره لبنان كمحطة مبكرة في جدول زياراته البابوية، معتبرًا ذلك رسالة دعم للكنيسة المارونية والشعب اللبناني بكافة أطيافه. كما وضعه في صورة الأوضاع الصعبة التي يعيشها المسيحيون في لبنان والشرق، وتحديدًا ملف الهجرة المقلق الناتج عن الحروب والأزمات الاقتصادية.
وأعرب البطريرك عن حماسة اللبنانيين لاستقبال البابا، حيث من المرتقب أن تتم الزيارة في أواخر شهر نوفمبر المقبل، وسط استعدادات رسمية وشعبية كبرى.
اللقاء تناول أيضًا إمكانية عقد اجتماع خاص بين البابا وبطاركة الكنائس الكاثوليكية في الشرق، بهدف تعزيز الحوار والتنسيق في ظل التحديات الإقليمية.
وقد رافق البطريرك في زيارته إلى الفاتيكان كل من: المطران رفيق الورشا، المونسنيور جورج أبي سعد، المونسنيور جوزيف صفير، والأستاذ وليد غياض.
وفي لفتة رمزية تعبّر عن التراث اللبناني العريق، قدم البطريرك الراعي لقداسة البابا درع البطريركية المارونية، وهدية تذكارية عبارة عن صندوق من خشب الأرز اللبناني يحتوي على طقم سفرة من منتوجات جزين، مزخرف بالعلم اللبناني. وقد نُقش على الصندوق بالإيطالية:
"يُقدم إلى قداسة البابا لاون الرابع عشر من الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي – أكتوبر 2025."