عاجل:

الراعي: آن أوان القرار الشجاع… ولبنان لا يُبنى بالشعارات والسلاح!

  • ٣٢

شدّد البطريرك الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي في عظته اليوم الأحد على أنّ لبنان بأمسّ الحاجة إلى مسؤولين وشعب قادر على قول "نعم" للخير العام، "نعم" للحق، "نعم" لبناء دولة عادلة، "نعم" لانطلاقة جديدة رغم التعب، و"نعم" للوحدة بدل الانقسام وللرجاء بدل اليأس.

وأكد الراعي أنّ الوطن الذي يقول كلمته بوضوح يعرف كيف ينهض، وأنّ البلد الذي يقبل الحقيقة لا يمكن أن يبقى في الظلمة، معتبراً أنّ لبنان قادر على ولادة جديدة إذا فتح أبواب الضمير وتحرّك نحو التغيير. وقال إنّ بشارة مريم كانت انتقالاً من الانتظار إلى الولادة، ولبنان اليوم يحتاج إلى انتقال مماثل من الأزمات المتراكمة إلى نهضة، من الشلل السياسي إلى قرار شجاع، ومن الصراع إلى التعاون، ومن الخوف إلى الرجاء.

ورأى الراعي أنّ البشارة تؤكد أن التغيير يبدأ من الداخل، من القلب الذي يترك لله مساحة ليعمل، داعياً إلى استعادة الهوية الوطنية الحقيقية، لأنّ الخلاص لا يأتي من الخارج بل من ضمير حيّ وقدرة على القول: "ليكن لوطننا بحسب مشيئة الحق". ولفت إلى أنّ كثيرين يسمعون صراخ الوطن، لكن قلّة فقط تقبل حمل الرسالة كما حملتها مريم، مشدداً على أنّ لبنان يحتاج اليوم إلى رجال ونساء يعلنون: "نحن مستعدون… نحن خدام الخير العام".

وشدّد على أن الوطن لا يُبنى بالقوة ولا بالسلاح ولا بالشعارات، بل بعمل داخلي هادئ وعميق "يشبه عمل الروح القدس"، معتبراً أنّ كلمة صدق واحدة في السياسة كفيلة بفتح أبواب الخلاص الوطني.

وتوقف الراعي عند عيد الاستقلال الـ82 الذي احتُفل به أمس، مؤكداً أنّ هذا اليوم هو استعادة للكرامة والسيادة وحقّ اللبنانيين في رسم مستقبلهم، وأنّ الاستقلال ليس أعلاماً واحتفالات فقط، بل وعد بأنّ لبنان لم يُخلق للظلام بل للنور، وأنّ شعبه قادر على الانطلاق مجدداً متى توحّدت الإرادة الصادقة.

وخلص إلى أنّ عيد الاستقلال يحمل رسالة البشارة نفسها: أنّ الله قادر على إحداث بداية جديدة من قلب البساطة، وأنّ دور اللبنانيين اليوم يشبه دور مريم التي حملت مشروع الله إلى العالم. وختم داعياً إلى الصلاة كي يمنح الله، بشفاعة مريم العذراء، نعمة الإصغاء لكلمته وقبولها في القلوب، "فتُثمر مجداً لله الآب والابن والروح القدس".

المنشورات ذات الصلة