عاجل:

إسرائيل تواجه «يد بعبدا الممدودة» بالنار

  • ١٤

كتب داود رمال في جريدة "الأنباء" الكويتية:

في مشهد حمل كل دلالات التناقض بين منطق القوة ومنطق المبادرة، ردت إسرائيل، على مبادرة رئيس الجمهورية العماد جوزف عون الهادفة إلى تثبيت حل سياسي للأزمة في الجنوب بالنار.

وقال مصدر سياسي لبناني رفيع لـ«الأنباء»: «بدا المشهد بأشبه باصطدام متعمد بين مشروع للتهدئة والاستقرار، وبين قرار إسرائيلي محسوب برفع منسوب المواجهة، إذ نفذت تل أبيب سلسلة غارات جوية واسعة استهدفت مواقع قالت إنها تابعة لحزب الله في الجنوب والشرق، بالتوازي مع عمليتي اغتيال في المنطقة الحدودية، في رسالة واضحة بأن إسرائيل لا تريد التقاط اللحظة السياسية التي فتحها عون».

وأشار المصدر إلى «أن المبادرة الرئاسية التي تعد الأكثر عملية منذ بدء التوتر الحالي، جاءت بصيغة تربط بين تثبيت الاستقرار في الجنوب، وبين بلورة مظلة عربية قادرة على حماية أي تفاوض لاحق، بما يضع الأزمة في إطار واقعي بعيد من الحسابات النظرية».

وأكد المصدر على «أن المقاربة التي اعتمدها الرئيس عون مبنية على قناعة راسخة بأن الخيار الديبلوماسي هو الطريق الوحيد المتاح للبنان في ظل غياب البدائل، خصوصا بعدما ثبت أن الحرب لا تشكل بديلا يمكن الركون إليه لحماية لبنان أو إعادة رسم معادلات أمنه ومستقبل حدوده».

وبحسب المصدر نفسه، «فإن الرد الإسرائيلي القاسي على المبادرة، وفي توقيته، يعكس موقفا واضحا مفاده أن تل أبيب لا تريد إعطاء المسار السياسي فرصة للنجاح، وتسعى لإعادة إنتاج معادلات الميدان والضغط لمنع أي تحول نحو مفاوضات جدية».

وتابع المصدر: «هذا التطور يعزز الاتجاه القائل بأن لبنان سيلجأ إلى المجتمع الدولي، لتوسيع دائرة الضغط على تل أبيب عبر القنوات الديبلوماسية والسياسية، سعيا إلى فرض مقاربة مختلفة توقف دوامة الاشتباك المفتوح».

ورأى «أن لبنان يقف اليوم أمام مفترق حقيقي، بين مبادرة رئاسية تعد الأولى من نوعها منذ اندلاع التوتر الأخير على الحدود الجنوبية، وبين تصعيد إسرائيلي متعمد يسعى لإبقاء الأزمة في مربع النار. وبين هذين الخيارين، تتبلور قناعة رسمية متقدمة بأن السياسة هي الطريق الوحيد أمام لبنان، وأن إنجاحها يحتاج إلى إرادة داخلية ومظلة عربية، ودعم دولي يضع الأزمة على سكة الحل المستدام».

المنشورات ذات الصلة