عاجل:

اهمية زيارة قداسة البابا الى لبنان ووضع لبنان على خريطة الشرق الأوسط الجديد (آراء حرة)

  • ١٨

آراء حرة – "إيست نيوز"

بقلم عمر عبد القادر غندور 

بعد انقضاء عام كامل على قرار وقف إطلاق النار الموقع في ٢٧ تشرين الثاني ٢٠٢٤ والذي لم يلتزم به العدو ، حط في ديارنا قداسة البابا لاوون الرابع عشر بحثا عن دور ثقافي مسيحي جديد يؤكد على دور الكنيسة الثقافي وتراثها والتركيز على العدالة الإنسانية لدفع الاخطار على لبنان داخليا و خارجيا والدعوة للتسامح الاجتماعي والاخلاقي وتجنب العنف، لاعتقاد قداسة البابا ان زيارته الى البلد الصغير بمساحته والكبير برسالته وسط الضغوط والانهيارات وتأزم الأوضاع حوله على وقع العدوانية الإسرائيلية ، ما يجعل رسالته لدعم الوجود المسيحي وتأكيد نموذج العيش المشترك وتعزيزه ونبذ المشاريع التقسيمية التي ينتهجها بعض الساسة قصارى النظر 

وزيارة قداسة البابا تعبر عن الغيرة على اللبنانيين عامة وعلى المسيحيين خاصة، بعكس الدول التي تفرض الوصاية والشروط والمهل والمقاطعة 

وعلى وقع التهديدات التي "تبشر" بحرب جديدة لم تتوقف على لبنان نعيش حالة قلق وترقب وانتظار ثقيل وكأنه كُتب على وطننا ان يشهد المزيد منذ الاستغلال في منطقة متنازع عليها بين العديد من القوى الفاعلة والمتسلطة، وترى الولايات المتحدة ان الشرق الأوسط هو في اعتقادها، مفهوم بيني يهدف على اعادة رسم المنطقة بحيث يكون أكثر استقرار واكثر انفتاحا على المصالح الاميركية والاسرائيلية مع الحد من نفوذ دولة كبيرة بعينها، وسبق للوزيرة الأميركية غونداليزا رايس التي قالت بعد حرب تموز ٢٠٠٦ بأنها آلام الولادة القاسية للشرق الأوسط الجديد. ومنذ ذلك التاريخ رؤية تتضمن العناوين التالية: التعاون العسكري مع إسرائيل ودول الخليج، والتكامل الاقتصادي، والتسوية السياسية مثل اتفاقيات التطبيع بين الدول العربية وإسرائيل وإعادة ترتيب العلاقات مع سورية والعراق وبالنسبة للبنان فالمطلوب حسب التقارير الأميركية يركز على ثلاث محاور رئيسية: 

١ـ انهاء وجود المقاومة في لبنان واعادة هيكلة المؤسسات الأمنية 

٢ـ التعاون مع إسرائيل من خلال مفاوضات مباشرة قد تؤدي الى انشاء مجلس مدني لادارة الجنوب اللبناني بالإضافة إلى إطلاق سراح الاسرى اللبنانيين لدى إسرائيل وانسحابها من المناطق التي لا تزال تحتلها

٣ـ اصلاحات داخلية تشمل إجراء انتخابات حرة ومكافحة الفساد ، وإعادة بناء المؤسسات بعيدا عن السيطرة الخارجية 

باختصار، الولايات المتحدة ترى الشرق الأوسط الجديد كمنطقة اكثر انسجاما مع مصالحها الأمنية والاقتصادية وتطلب من لبنان باعتباره "مغلوبا على امره" في هذا السياق ان ينخرط في عملية سياسية تهدف الى الاستقرار والتعاون الإقليمي 

ويشكل لبنان بنظر الولايات المتحدة حالة اختيار حاسمة بوصفه الاستثناء في المنطقة ، وهو الدولة الوحيدة التي لا تسير وفق الخط المرسوم في إطار مشروع الشرق الأوسط الجديد 

ويؤكد التقرير ان ضيق الوقت يضاعف الفرص والمخاطر معا، فالنجاح قد يعيد تشكيل النظام الاقليمي، اما الفشل قد يؤدي إلى تصعيد جديد في المنطقة 

وفي ختام التقرير بأن مشروع ينهي الشرق الأوسط الجديد نهاية العام تعرضه واشنطن كفرصة اخيرة وان الوقت يضاعف الفرص والمخاطر معا، فالنجاح قد يعيد تشكيل النظام الإقليمي، اما الفشل فقد يؤدي إلى تصعيد جديد في المنطقة.

* رئيس اللقاء الإسلامي الوحدوي 


المنشورات ذات الصلة