عاجل:

في لقاء مفعم بالرجاء من "قلب"حريصا... البابا يحث اللبنانيين على المحبة والمغفرة والتضامن

  • ٣١

التقى ​البابا لاوون الرابع عشر​ الأساقفة والكهنة والرهبان والراهبات والعاملين في الرعويات، في ​مزار سيدة لبنان​ في حريصا، حيث ألقى كلمة استهلّها بتحية الحضور قائلاً: "الإخوة الأعزاء في الأسقفية، الكهنة والرهبان والراهبات، الإخوة والأخوات، صباح الخير"

وأكد البابا أنّه يلتقي بهم "بفرح كبير" في زيارة تحمل شعار "​طوبى لفاعلي السلام​"، مستشهدًا بكلام القديس البابا يوحنا بولس الثاني الذي قال للبنانيين: "في لبنان اليوم، أنتم مسؤولون عن الرجاء"، ودعاهم آنذاك إلى "أن توجدوا جوًّا أخويًا" وأن تنتصر قوة المغفرة والرحمة.

وشكر البابا الشهادات التي استمع إليها قائلاً: "شهاداتكم قالت لنا إن هذه الكلمات لم تذهب سدى"، مشيرًا إلى أنّ الشركة تُبنى "باستمرار في المحبة". وتوقّف عند كلمات البطريرك ميناسيان التي اعتبر أنّها تعكس جذور العزيمة المتجسدة في المغارة الصامتة للقديس شربل وفي مزار حريصا "علامة الوحدة لكل الشعب اللبناني".

وتحدث عن ​قوة الصلاة​ وعمق الرجاء في لحظات الضيق، قائلاً إنّها "الجسر الخفي الذي يوحّد القلوب"، وذكّر بالمرساة الموجودة في شعار الزيارة كعلامةٍ للإيمان، وفق تعليمات البابا فرنسيس.

ودعا البابا إلى "أن نبني السلام" من خلال التمسك بالسماء والمحبّة والعطاء، مشددًا على أنّ الأعمال المستدامة تنمو من جذور قوية "مثل جذور الأرز". وأشاد بما سمعه من الأب يوحنا عن قرية الدبابية حيث يعيش المسيحيون والمسلمون واللبنانيون واللاجئون "بسلام، ويساعد بعضهم بعضاً"، لافتًا إلى أنّ "كلّ واحدٍ منا، في عيش المحبة، شيءً يعطيه وشيءً يأخذه".

واستشهد بكلام البابا بندكتس السادس عشر حول انتصار ​المحبة والمغفرة​ والتواضع، معتبرًا أنّ هذه المبادئ وحدها قادرة على تحويل الألم إلى "صرخة حبٍّ إلى الله ورحمةٍ للقريب".

كما ركّز على ضرورة مرافقة الشباب ومنحهم حضورًا ومساحة في الحياة الكنسية، وتوقّف عند شهادة لورين بشأن ​خدمة المهاجرين​، وكذلك شهادة الراهبة ديمة التي "أبقت المدرسة مفتوحة" خلال العنف وجعلتها ملجأً للنازحين ومركزًا تربويًا فعّالًا.

وذكر البابا أن "الكنيسة في لبنان اهتمّت اهتماماً كبيراً بالتعليم. أشجّعكم جميعاً على مواصلة هذا العمل النبيل، وأن توجّهوا خصوصاً إلى المحتاجين، والذين لا مال لهم، والذين هم في أوضاعٍ شديدة، عبر خياراتٍ مهمة تقوم على المحبّة السخية، لكي ترتبط دائماً تنشئة الفكر بتربية القلب. لنتذكر أنّ مدرستنا الأولى هي الصليب، وأنّ معلّمنا الوحيد هو المسيح.

وأشار إلى أنّه سيقوم بعد قليل بعمل رمزي هو تسليم "الوردة الذهبية" للمزار، مبرزًا معناها كدعوة لنشر "راحة المسيح الطيبة". وشبه البابا هذه الرائحة بـ"رائحة الموائد اللبنانية" التي تضم تنوعًا واسعًا من الأطباق وتعبّر عن المشاركة.

وختم بالقول: "ليكن هذا روح الرتبة التي نريد أن نقوم بها، وقبل كل شيء، الروح التي نجتهد أن نعيشها كل يوم متحدين في المحبة".

المنشورات ذات الصلة