تبحث واشنطن ولندن وباريس في سبل إقناع "حزب الله" بالانسحاب من الحدود الجنوبية، وتتولى باريس هذه الاساليب، الا انه من الملاحظ انها تفشل في كافة الملفات. فالحركة الفرنسية تجاه لبنان رئاسيا، لم ينتج منها شيء سوى المزيد من التراجع للموقف الفرنسي الذي ينقل الى لبنان وجهة النظر الاسرائيلية وتهديداتها بضربه وتدميره اذا لم يتم الالتزام بالقرار الـ 1701، في حين لم يفتح اي مسؤول اميركي موضوع القرار 1701 مع اي مسؤول لبناني، وبالتالي فان زيارة وزيرة الخارجية الفرنسية وصولا الى زيارة ماكرون اذا تمت، لم تغير في المشهد السياسي مطلقا خصوصا مع التبدلات الميدانية في غزة وتعثرات الجيش الاسرائيلي، وهذا التطور قد يبدل في مواقف الدول، حتى فرنسا التي لا تملك اي مقترحات للحل خارج السياسات الاميركية.
وفي تفاصيل اوردتها مصادر متابعة، فإن فرنسا تتولى تبني الدول الساعية إلى إعادة ترتيب ميداني في الجنوب يستند إلى المطلب المتكرر بـ«إنشاء حزام أمني على حدود إسرائيل». وبحسب المصادر فإن الموفدين اقترحوا على المسؤولين اللبنانيين «نشر قوات فرنسية على جانبَي الخط الأزرق لضمان إبعاد حزب الله عن الحدود من جهة، ولحماية المستوطنين المذعورين من جهة أخرى». وتنقل المصادر عن الفرنسيين أن مطلب «إرضاء المستوطنين أولوية لديهم، إذ إنه لأول مرة في تاريخ الصراع العربي ـ الإسرائيلي، تتراجع إسرائيل ومستوطنوها عن الحدود وليس العكس». في المقابل، نقلت فرنسا من دون مواربة عن إسرائيل أنها في مقابل «المنطقة العازلة»، لن تنسحب من شمال الغجر ومزارع شبعا والنقاط الـ 13 المتحفّظ عليها. لكن المقترح الأخطر «نقل قيادة اليونيفل إلى خارج الجنوب من دون تحديد الوجهة، إن كانت إلى بيروت أو إلى تل أبيب". وتعيد المقترحات الفرنسية إحياء الحزام الأمني في زمن الاحتلال الإسرائيلي للجنوب، وخريطة حدود إسرائيل التي وضعتها المنظمة الصهيونية العالمية في مؤتمر باريس للسلام عام 1919.
المنشورات ذات الصلة