عاجل:

"الغارديان": هجمات أجهزة النداء واللاسلكي على حزب الله جريئة ومخططة بعناية

  • ٣٢

إيست نيوز ـ ترجمة باسم اسماعيل

قد يستغرق الأمر سنوات قبل أن يتم سرد القصة الكاملة لكيفية تدبير التفجيرات المنسقة لآلاف أجهزة الاستدعاء وأجهزة اللاسلكي التي استخدمها حزب الله ومن الواضح أن الهجوم لا بد أنه كان مخططاً له بعناية.

يعتقد الخبراء بشكل عام أنه تم زرع كمية صغيرة من المتفجرات في كل جهاز ويقول آلان وودورد أستاذ الأمن السيبراني في جامعة ساري: "لا حاجة لأن يكون هناك الكثير من المتفجرات لأن قربها من جسم الإنسان يعني أنها ستسبب إصابة حتى لو كانت بضعة غرامات".

يقول شهود عيان أن جهاز الاستدعاء كان يصدر صوتاً ثم يتوقف مؤقتاً ثم ينفجر وهو وقت كافٍ لتقريبها من وجه صاحبها ولهذا أفاد الأطباء اللبنانيون أنهم عالجوا العديد من الإصابات في اليد والعين بعد الانفجار.

ما حصل يوم الثلاثاء و الأربعاء يشير إلى أن الهجمات ترقى إلى محاولة منسقة لتعطيل اتصالات حزب الله وهو نوع من النشاط الذي يمكن أن يكون مقدمة لهجوم عسكري.

قال أوليغ برودت مدير مختبرات السايبر في جامعة بن غوريون إن تخريب أجهزة الاستدعاء ليس بالأمر السهل ويصل إلى حد اختراق سلسلة الإمداد بل ربما تطلب الأمر إما تعاون الشركات المصنعة أو أن يكون الموساد أو أياً كان من نفذ الهجمات قد صنع أجهزة الاستدعاء المزورة بنفسه رغم أن هذا الأمر مجرد تخمين.

ولكن صنع أجهزة الاستدعاء المفخخة القاتلة ليس سوى نصف القصة فمن فعل ذلك كان على دراية استخباراتية جيدة داخل حزب الله وكان يعلم أن الحزب قد أصدر طلبية لحوالي 5000 جهاز استدعاء بعد أن حذّر نصر الله من استخدام الهواتف المحمولة حين قال: "هاتفك عميل لهم"، ولم يكن يتوقع أن يكون عدو جماعته على استعداد لزرع متفجرات داخل أجهزة الاستدعاء بدلاً من ذلك. 

كما أنهم كانوا يعرفون أيضاً من سيزود حزب الله بالأجهزة المخربة وكان لديهم وسيلة لضمان التحكم في تسليمها وكذلك تصنيعها أو اختراقها.

ولكن مهما كان التخطيط معقد فإن الحقيقة هي أن العديد من المدنيين قد تضرروا حيث أظهر مقطع فيديو بالغين وأطفال في المستشفى مصابين بجروح بليغة في رؤوسهم وأجسادهم وأطرافهم. وقالت منظمة هيومن رايتس ووتش إن قانون حقوق الإنسان "يحظر استخدام الأفخاخ المتفجرة... وذلك لتجنب تعريض المدنيين لخطر جسيم".

يرى إميل حكيم من المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية أن حجم الهجوم وتدميره ودقته يشير إلى أن العملية كانت عملية معقدة استغرق إعدادها شهور وأن هذا الهجوم يمثل ضربة مهينة وفشلاً أمنياً عملياتياً كبيراً لحزب الله. وخلُص إلى أن العدد الكبير من الضحايا وتوزعهم في جميع أنحاء البلاد كان له تأثير عميق على المجتمع اللبناني وعلى جمهور حزب الله ولكن من المحتمل أيضاً أن يؤدي ذلك إلى خطر الانتقام في الوقت الذي يتأرجح فيه الطرفان على حافة الحرب.

المنشورات ذات الصلة