أشار المحلل السياسي الإسرائيلي أمير بخبوط إلى أن الجيش الإسرائيلي انتظر شهورا طويلة قبل أن يبدأ بتصفية كبار مسؤولي "حزب الله"، مؤكدا أن "هجمات البيجر" حيدت قدرات الحزب على الهجوم.
ولفت المحلل إلى أن وضع "العجز" الحالي للحزب يخلق فرصة غير مسبوقة لهجوم إسرائيلي واسع النطاق واستباقي.
خطأ "حزب الله" الأول:
أشار بخبوط إلى أنه بعد أشهر من التوترات التي انطلقت في 8 أكتوبر 2023، بدأ الجيش الإسرائيلي في ربط هجماته بالاستخبارات والجرأة على اغتيال كبار القادة وقادة الفرق في حزب الله بجنوب لبنان.
وأضاف "في البداية، أراد الجيش الإسرائيلي كسر كل المعادلات، لكنه بدأ بمعدل منخفض وعندما رأوا أن هجماته فعالة، قام بزيادة معدل الهجوم، و"حزب الله" منظمة تتعلم سريعا حيث أجبر أفراده على التخلص من الهواتف المحمولة التي تنقل المعلومات الاستخباراتية.
خطأ "حزب الله" الثاني:
من أجل السيطرة على النشاط العسكري للحزب اللبناني، تحول عناصره إلى استخدام متزايد لأجهزة الاستدعاء (البيجر)، وأصبحوا يتلقون الأوامر في أوراق مكتوبة.
ولفت المحلل الإسرائيلي إلى أن "قرار استخدام أجهزة الاستدعاء بشكل متزايد عما كان عليه في الماضي، تسبب في افتضاح أمر العناصر التي هوجمت يوم الثلاثاء التنظيم في لبنان بمهارة كبيرة، وحمل الجيش الإسرائيلي كل ناشط في الحزب قنبلة موقوتة دون أن يعلم بذلك".
هل سيأتي الخطأ الثالث؟
زعم بخبوط أن آلاف القادة في "حزب الله" أصيبوا بجروح خطيرة تتراوح بين الخفيفة إلى القاتلة، كما وقعت وفيات، موضحا أن السبب وراء ذلك هو أنهم المخولون بحمل هذه الأجهزة.
ولفت المحلل السياسي إلى أن هذه النقطة الزمنية انكشف "حزب الله" لمدة تتراوح بين أسبوع وأسبوعين، حيث تم تحييد المنظمة من حيث القدرة على تنفيذ هجوم واسع النطاق على إسرائيل.
وأشار إلى أن هذه الفترة أصبحت بمثابة فرصة لن تتكرر لإسرائيل أبدا، إذ فتحت نافذة للهجوم على كافة التشكيلات الإستراتيجية للتنظيم، في حين أنه لن يتمكن من الرد بالشكل الذي يريده.
وتابع: "لذلك فإن السؤال الذي يطرح نفسه هو: لماذا لا يشن الجيش الإسرائيلي هجوما واسع النطاق على حزب الله؟ والإجابة عن ذلك يمكن أن تنطوي على ضغط أمريكي من قبل البيت الأبيض لمنع حرب من شأنها أن تعقدهم عسكريا ولكنها تضرهم أيضا في العملية الانتخابية".
وأضاف: "من الممكن أن نقدر أن الولايات المتحدة تحاول وقف أي عمل من هذا القبيل، فقد نشرت واشنطن قوات عمل كبيرة في الشرق الأوسط لاستعراض القوة ضد إيران وحزب الله، اللذين طالبا بالانتقام لاغتيال فؤاد شكر وإسماعيل هنية، لكنهم بدأوا مؤخرا في حشد القوات عندما رأوا أن محور المقاومة رفض الرد، وقاموا بسحب حاملة الطائرات روزفلت".
وقال بخبوط: "كل هذا لأن حزب الله وإيران كانا مترددين في مهاجمة إسرائيل"، وتساءل المحلل السياسي: "هل يمكن أن يشكل العمل الانتقامي الذي يقوم به حزب الله وإيران الآن مستوى لتخفيف التوترات؟ هذا هو السؤال الأكثر إثارة للاهتمام".
وخلص المحلل السياسي إلى أن "الانتقام الواسع النطاق من قبل حزب الله يمكن أن يكون بمثابة فرصة لإسرائيل لكسر الخطوط وشن هجوم واسع النطاق ضد الأنظمة الاستراتيجية والمهمة، عندما تكون المنظمة غير قادرة حقا على الدفاع عن نفسها وبالتأكيد عدم تنفيذ هجوم واسع النطاق، وفي تقديري أن الوضع المزري الذي يجد حزب الله نفسه فيه اليوم يتيح لإسرائيل فرصة هجومية لن تتكرر لعقود قادمة".