إيست نيوز ـ ترجمة باسم اسماعيل
على مدى الأيام العشرة الماضية قامت فرح سلكا وفريقها في منظمة لبنانية مناهضة للعنصرية بالرد على آلاف الرسائل اليائسة من النساء اللواتي لا يجدن مكاناً يختبئن فيه من القنابل.
قبل بدء الغارات الجوية الإسرائيلية كان عمل السلكا كرئيسة لحركة مناهضة العنصرية في لبنان يتضمن الدفاع عن حقوق 400 ألف عاملة أجنبية في لبنان.
أما الآن فقد أصبحت هي وفريقها في الخطوط الأمامية يكافحون من أجل إيجاد المأوى والحماية لعاملات المنازل الأجنبيات من دول مثل إثيوبيا وسيراليون اللاتي وجدن أنفسهن مهجورات من قبل أصحاب العمل اللبنانيين ولا سبيل لهن للعودة إلى أوطانهن.
وتقول فرح: "نرى النساء اللاتي جئن إلى هنا للعمل كعاملات منازل مرميات في الشارع مثل الغسالات المستعملة أو متروكات داخل المنازل بينما يهرب أرباب عملهن اللبنانيون من الخطر ليعتمدن على أنفسهن في بلد مزقته الحرب حيث لا يتحدث الكثير منهن اللغة".
في ساحة الشهداء ببيروت تنام مجموعات من العمال الأجانب في العراء وبعضهم في ملاجئ مؤقتة شيدت من أي شيء يجدونه في الشوارع. وأخبرتنا فرح أنه يتم إبعادهم عن الملاجئ الرسمية لأنهم ليسوا لبنانيين وينامون في الشارع دون حماية وليس لديهم أي وسيلة للوصول إلى منازلهم.
في ظل القباب الزرقاء لمسجد محمد الأمين تم تحويل إطار سلكي مصمم لحمل شجرة عيد الميلاد في الساحة مغطاة بلافتات سوداء وبيضاء مكتوب عليها عبارة "بيروت لا تموت أبداً" إلى خيمة يتجمع الناس تحتها.
يقول راجو مريجا وهو عامل مهاجر من بنغلاديش إنه فر من الضاحية الجنوبية لبيروت مع مجموعة من العمال البنغلاديشيين قبل أسبوع بعد غارة جوية إسرائيلية بالقرب من منزلهم.
إلى جانب مريجا والعمال الآخرين هناك مجموعة من السودان حقائبهم مكدسة إلى جانب أسطوانة غاز ويقولون إن أملهم ضئيل في أن تقوم حكومتهم بإجلائهم إلى بلدهم الأم الذي يقع في قبضة صراع أهلي عنيف.
وتقول جميلة بيغوم وهي عاملة منزلية من بنغلاديش إنها والعاملات الأخريات لم يحاولن العثور على مكان في أحد الملاجئ شعوراً منهن بأنهن لن يكنّ موضع ترحيب بعد أن قيل لهن أن الملاجئ ستكون مفتوحة للمواطنين اللبنانيين فقط. تعتمد جميلة والآخرين الذين ينامون في الساحة على التبرعات الغذائية من المتطوعين والجمعيات الخيرية.
تقول فرح: "تتولى مجموعات صغيرة ومتطوعون في الخطوط الأمامية الاستجابة لهذه الكارثة على الأرض .. العمل الذي يقومون به مذهل لكنهم متعبون وخائفون .. لا شيء مما نقوم به مستدام والصورة العامة قاتمة للغاية".
ترى إحدى السيدات التي تنسق المساعدات الإنسانية للاجئين السوريين والتي لم ترغب في ذكر اسمها خشية أن يؤثر ذلك على عملها إن وضع اللاجئين السوريين "يائس". وتضيف: "السوريون هنا في بيروت الذين نجوا من الحرب الأهلية في بلادهم يشعرون بالصدمة مما يحدث .. لا يُسمح لهم بدخول الملاجئ ويواجهون العداء في الشوارع وليس لديهم أي وسيلة لإطعام أنفسهم أو عائلاتهم .. نحاول أن نخبرهم أن كل شيء سيكون على ما يرام ولكننا نخشى أن تكون هذه هي البداية فقط".