أتت محاولة اغتيال الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب في أعقاب تصاعد الخطاب العنيف في السياسة الأميركية، فتذكر الأميركيون لحظات في تاريخهم تميزت بالعنف السياسي. كيف جاءت العناوين الأولية التي خرجت بها وسائل الإعلام الأميركية تعليقا على الحدث ؟
في تقرير أولي لها عن الموضوع وصفت واشنطن بوست أصوات الفرقعات وما تلاها من صراخ ثم دماء، مبرزة أن ترامب تأخر حوالي ساعة عن الوقت المحدد لبداية المهرجان وكان إطلاق النار في الدقيقة العاشرة من بداية حديثه.
وقالت واشنطن بوست في تقرير آخر، أن المعلومات المضللة حول هذا الحادث بدأت تنتشر بسرعة "لتتضخم بذلك نظريات المؤامرة." ثم أبرزت بتقرير ثالث عن الموضوع أن من بين تلك المعلومات قول المؤيدين لترامب إن سبب العنف هو تصوير الديمقراطيين لترامب على أنه تهديد للديمقراطية، "على الرغم من أن دوافع مطلق النار لم تكن واضحة وقت تصريحاتهم" وجهاز الخدمة السرية،
وفي السياق نفسه، قالت نيويورك تايمز إن منصات التواصل الاجتماعي طفقت بمزاعم لا أساس لها حول تجمع ترامب، مشيرة إلى أن خبراء المعلومات المضللة طالبوا على الفور بتوخي الحذر، ونبهوا الجميع أن يبتعدوا عن القفز إلى الاستنتاجات
وبدون تقديم دليل، تقول نيويورك تايمز إن منشورات وسائل التواصل الاجتماعي ألقت باللوم على شخصيات غامضة من اليسار في استهداف ترامب، واستندت إلى الأفكار التي تداولها الرئيس السابق بأن "الدولة العميقة"، أو عصابة داخل الحكومة، كانت تسعى إلى منعه من العودة إلى البيت الأبيض.
واعتبرت نيويورك تايمز أن إصرار ترامب على الوقوف بين عملاء الخدمة السرية وهو ملطخ بالدماء وإظهار التحدي ينم عن ارتباطه العميق بمؤيديه وإتقانه لمقتضيات عصر الإعلام الحديث. ونقلت في هذا الإطار ما كتبته روبرتا براغا، مؤسسة معهد الديمقراطية الرقمية للأميركيتين في حسابها على منصة إكس (تويتر سابقا) حيث تقول "عما قريب ستنتشر المعلومات المضللة حول من يقف وراء إطلاق النار ومن نفذه والأحداث التي أدت إلى هذه اللحظة، فلننتبه للغة العاطفية".
وذهبت نيوزويك إلى أن صورة رد فعل ترامب المتحدي على إطلاق النار أصبحت على الفور أيقونة، بل إن البعض ذهب إلى أن نتيجة الانتخابات بعد هذا الحادث أصبحت محسومة لصالح ترامب، فنقلت نيوزويك عن ديف بورتنوي -مؤسس شركة بارستول سبورتس- إشادته برد فعل ترامب وتأكيده أن الانتخابات حسمت لصالح ترامب موضحا "لا يمكنهم التغلب عليه الآن.
وحذرت وول ستريت جورنال من أن "الأمة الأميركية على حافة الهاوية، ويخشى أن تتجه الانتخابات نحو نهاية قبيحة"، وقالت إن "إطلاق النار الذي استهدف رئيسا سابقا وربما مستقبليا أدى إلى تضخيم الشعور لدى العديد من الأميركيين بأن الانتخابات الرئاسية هذا العام تتجه نحو نهاية سيئة".
واختارت باتي ديفيس، ابنة الرئيس الأميركي السابق ريغان، في مقال لها بنيويورك تايمز بعنوان "إطلاق النار يغير أسرة.. وقد يغير أمة"، في إشارة إلى تبعات إطلاق النار على أبيها عام 1981وبعدما وصفت ديفيس ما جرى ذلك اليوم وكيف ظهر والدها شاحب الوجه وما تلا ذلك من تطورات، قالت إن رصاصة واحدة قد تغير في لحظة مسار عائلة بأكملها. وأضافت أن الولايات المتحدة الآن أكثر غضبا وأكثر عنفا مما كانت عليه في عام 1981، "ولا أعلم ما إذا كان هذا الحدث قد يخفف أيا من ذلك، لا أعرف ما إذا كانت عائلة ترامب ستمر بالتجربة نفسها التي مررت بها، وهي تجربة أمة تضع السياسة جانبا، وتستجيب ببساطة بطريقة إنسانية وبشرية، كما أنني لا أعرف كيف أو ما إذا كانت هذه التجربة ستغير السيد ترامب. وأضافت ديفيس أن أباها اعتبر أن الرب نجاه من تلك الرصاصة كي ينهي الحرب الباردة مع الاتحاد السوفياتي.