عاجل:

عن حكومة "السوداني" التي تضع أصبعها في "عين التنين"؟

  • ٨٠

يتخذ العراق مواقف دولية حساسة وهامة ضمن دائرة الشرق الاوسط وخارجها، لا تنسجم في أحيان كثيرة مع مصالحه في الظاهر التي ترتدي الثوب الغربي واللباس الاميركي، على اعتبار أن العراق كان قد احتُل من قبل الدول الغربية التي أسقط النظام السابق على يدها. على أثر ذلك كان من المنطقي أن تتخذ الحكومات المتعاقبة بعد العام 2003 مواقف تنسجم إلى حد كبير مع الغرب أو مع اميركا تحديدًا. إلا أن ما يحصل لا يتطابق مع ومنطق الامور ومجرياتها. فنلحظ أن الحكومات في أكثرها، وخصوصا الحكومة الحالية برئاسة محمد شياع السوداني، تتخذ مواقف لا تنسجم بشكل واضح مع الإيدجيولوجيا الغربية ولا تنتمي الى الفكر الغربي، وهي تتقاطع بشكل عام مع دول تعتبرها اميركا محور شر كعلاقتها مع دولة روسيا وبعض فصائل المقاومة. من هنا إن ما تقوم به الحكومة العراقية هو شجاعة مُفرطة . فهي تضع أصبعها في عين التنين حين تُصر أن تقف وتدعم دولا وأطرافًا خارجة عن الدائرة الاميركية.

تأتي زيارة رئيس حكومة تصريف الأعمال في لبنان نجيب ميقاتي الى بغداد في وقت عصيب أمنيا نظرا الى الحرب القائمة في فلسطين المحتلة والجنوب اللبناني واقتصاديا لما يمر به لبنان من تهاوي مالي ومؤسساتي. في بغداد استقبل ميقاتي استقبالًا كبيرا وحظي بمواقف إيجابية وبتلبية للكثير من النقاط التي كان حملها الى بغداد. هذه الزيارة التي أتت متأخرة لبنانيا فرضها السلوك اللبناني الرسمي الذي يحتكم الى السياسات الاميركية التي لا ينتفع منها بشيء. فعلاقة لبنان الرسمي خاصة على الصعيد الحكومي مع السفارة الاميركية دائما ما كانت ملتبسة ما يُفسر بطئ الحركة الرسمية اللبنانية في تسديد الديون المعنوية و السياسية خاصة تجاه العراق الذي دعم لبنان لكي لا يسقط في الهاوية التي وصل الى حافتها. اليوم تعمل بغداد على دعم لبنان سياسيا وهو يساعده اليوم مجددا في موضوع الفيول، وابرام العقود. لكن يبقى السؤال لبنانيا، من سيراقب العقود المقبلة بين الدولتين ومن يضمن عدم نهبها من قبل " المافيات اللبنانية". 

العراق من الدول المهمة والرئيسية في المنطقة، والتي لا يمكن أن تكون دون دور مؤثر في محيطها، وهو كان عنصراً أساسياً في معادلة التوازن السياسي والعسكري والاقتصادي في المنطقة العربية ومنطقة الشرق الأوسط، وذلك بحكم مقوماته الحضارية والتاريخية والروحية والمادية وهو لا يزال يلعب هذا الدور رغم كل الظروف التي مر بها. وعليه على لبنان الاستفادة من كل تلك المقدرات ويعود الى الحسابات  الصحيحة  التي يستفيد منها مؤسساتيا وشعبيا.

بغداد ما زالت تقدم الخدمات لشقيقاتها في المنطقة وهي تؤدي دورا ايجابيا وهي لا تنفرد برأيها ولا تمليه بل تتشاطره بشكل ايجابي مع الحكومات في ظل الود بين الشعوب لا سيما الشعبين اللبناني والعراقي.

المنشورات ذات الصلة