عاجل:

واشنطن بوست: "بينما يلقي نتنياهو خطابه أمام الكونغرس... المعاناة في غزة تستمر" ... هجوم كبير على نتانياهو الذي حول الرؤساء الاميركيين الى "بيادق" وهو يشكل خطرا على اسرائيل!

  • ٦٧

ايست نيوز ـ ترجمة باسم اسماعيل

اول مرة خاطب فيها نتنياهو الكونغرس كانت قبل نحو ثلاثة عقود والآن يصل إلى الولايات المتحدة حيث الدمار في غزة والسخط في إسرائيل.

بفضل المشرعين الأمريكيين سيتفوق الزعيم الإسرائيلي على ونستون تشرشل. فهذه هي المرة الرابعة التي سيلقي فيها نتنياهو خطاب أمام جلسة مشتركة للكونغرس بعد ظهر يوم الأربعاء وبذلك يتجاوز رئيس الوزراء البريطاني في زمن الحرب الذي كان تمثاله النصفي يقف منتصباً ذات يوم في البيت الأبيض.

لطالما وصف نتنياهو نفسه بأنه رجل الدولة المحارب الذي لا غنى عنه في إسرائيل ولكن من غير المرجح أن يزين تمثاله المكتب البيضاوي في أي وقت قريب. ولرئيس الوزراء الإسرائيلي تاريخ طويل في تحويل الرؤساء الأمريكيين الأصدقاء إلى بيادق في معاركه السياسية الشخصية واستخدامهم في واشنطن كمنصات لحملاته الخاصة في إسرائيل.

يقول أنشل بفيفر في صحيفة هآرتس: "إن أحد القواسم المشتركة بين خطابات نتنياهو الأربعة التي ألقاها أمام الكونغرس هو أنها كانت جميعها بدعوة من قيادة الجمهوريين للكابيتول هيل وخلال فترة رئيس ديمقراطي على خلافات سياسية كبيرة معه. على أية حال فقد سعى نتنياهو بمساعدة حلفائه في الحزب الجمهوري إلى اثبات أن نفوذه في أمريكا يتجاوز البيت الأبيض".

كانت المرة الأولى التي خاطب فيها نتنياهو الكونغرس قبل ثلاثة عقود تقريبًا في عام 1996 عندما كان هو وحلفاؤه اليمينيون قد وصلوا للتو إلى السلطة في أعقاب اغتيال رئيس الوزراء اسحاق رابين الذي عارض نتنياهو جهوده الرامية إلى تحقيق السلام مع الفلسطينيين. وكان آخر خطاب له أمام الكونجرس في عام 2015 عندما جاء ليقف ضد دبلوماسية إدارة أوباما النووية مع إيران قبل أسابيع فقط من الانتخابات الإسرائيلية.

سيصعد نتنياهو هذه المرة إلى المنصة في أجواء يمكن القول إنها الأكثر سخونة حتى الآن فإسرائيل في خضم حرب مروعة وبشعة مستمرة منذ 10 أشهر في قطاع غزة والتي شنتها في أعقاب الهجوم الدموي الذي قامت به حماس في 7 تشرين الأول. فجزء كبير من الأراضي الفلسطينية في حالة دمار و قُتل عشرات الآلاف وبدا نتنياهو غير راغب في الالتزام بأي خطط جدية لإنهاء الحرب وهذا ما أثار استياء إدارة بايدن والعديد من الإسرائيليين.

ووفقًا لاستطلاعات الرأي الإسرائيلية فإن غالبية الشعب الإسرائيلي تريد استقالة نتنياهو حيث أن العديد من الإسرائيليين مقتنعون بأنه لا يفعل ما يكفي لإعطاء الأولوية للإفراج عن عشرات الرهائن الإسرائيليين الذين لا يزالون في قبضة حماس.

"يشكل رئيس الوزراء نتنياهو تهديدًا وجوديًا لدولة إسرائيل"، هذا ما كتبته مجموعة من القادة السابقين البارزين في الجيش الإسرائيلي وأجهزة الاستخبارات الإسرائيلية في رسالة مفتوحة إلى قادة الكونغرس الأمريكي يوم الثلاثاء. "ليس لديه أهداف استراتيجية واضحة للحرب في غزة، ولا خطة لليوم التالي."

وما يزيد من تعقيد الإجراءات بالنسبة لنتنياهو هو رد فعل الولايات المتحدة. فالتطورات غير المسبوقة التي حدثت في الأيام العشرة الماضية كمحاولة اغتيال المرشح الجمهوري للرئاسة الأمريكية دونالد ترامب وقرار الرئيس بايدن بالانسحاب من السباق استهلكت الحديث في واشنطن وستجعل من الصعب على نتنياهو أن يتصدر المشهد. وقال الدبلوماسي الأمريكي السابق ومفاوض السلام دينيس روس خلال ندوة عبر الإنترنت استضافها معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى: "لا تستطيع هذه المدينة التركيز على هذا الخطاب كما كانت تفعل من قبل".

قد لا يكون الاهتمام الذي سيحظى به نتنياهو هو ما كان يدور في ذهنه فنائبة الرئيس هاريس التي تتواجد الآن في حملتها الانتخابية لن تأخذ المكان المعتاد إلى جانب رئيس مجلس النواب لإلقاء خطاب نتنياهو. وقد أعلنت مجموعة من الديمقراطيين بالفعل أنهم لن يحضروا الحدث احتجاجًا على طريقة تعامل نتنياهو مع الحرب. لا يزال من المقرر أن تلتقي هاريس بالزعيم الإسرائيلي في اجتماع فردي حيث تخطط وفقًا لصحيفة وول ستريت جورنال للضغط على نتنياهو لإنهاء الحرب وكذلك أخذ التطلعات والمطالب السياسية الفلسطينية على محمل الجد.

وكان الديمقراطيون أنفسهم يواجهون ضغوطًا دائمة من جماعات المصالح والمناصرة للوقوف مع إسرائيل. قال بول أوبراين، المدير التنفيذي لمنظمة العفو الدولية في الولايات المتحدة الأمريكية، في بيان حذر فيه من تواطؤ الولايات المتحدة في جرائم الحرب المزعومة في غزة: "لقد طفح الكيل. لقد قُدمت للحكومة الأمريكية أدلة كثيرة من خبراء حول العالم على أن الأسلحة الأمريكية المنشأ قد استخدمت في جرائم حرب وعمليات قتل غير مشروعة من قبل الحكومة الإسرائيلية. إن استمرار عمليات نقل الأسلحة سيجعل الولايات المتحدة متواطئة في انتهاكات القانون الدولي التي ارتكبت بهذه الأسلحة".

وترددت هذه الدعوات من قبل سبع نقابات عمالية كبرى يوم الثلاثاء والتي دعت في رسالة مفتوحة مشتركة إلى بايدن إلى وقف المساعدات العسكرية الأمريكية لإسرائيل. وأشارت المجموعة التي تضم الاتحاد الدولي لموظفي الخدمة الدولية وعمال السيارات المتحدين إلى أن أعدادًا كبيرة من المدنيين الفلسطينيين معظمهم أطفال لا يزالون يُقتلون وغالبًا ما يُقال إنهم يُقتلون بقنابل أمريكية الصنع وتتفاقم الأزمة الإنسانية يوماً بعد يوم مع المجاعة والنزوح الجماعي وتدمير البنية التحتية الأساسية بما في ذلك المدارس والمستشفيات." وخلصوا إلى أن "وقف المساعدات العسكرية الأمريكية لإسرائيل هو أسرع وأضمن طريقة لفعل ذلك وهو ما يقره القانون الأمريكي وسيظهر هذا التزامكم بتأمين سلام دائم في المنطقة".

وفي غزة نفسها لا تزال الظروف مزرية فقد حذرت منظمة الصحة العالمية من أنها اكتشفت وجود آثار لشلل الأطفال في مياه الصرف الصحي في القطاع. ويلجأ أكثر من مليون شخص إلى الخيام وسط موجات الحر في الصيف ويُعتقد أن المجاعة تسود في معظم أنحاء غزة.

وتستمر الهجمات الإسرائيلية المتواصلة في دفع المدنيين الفلسطينيين من منطقة منكوبة إلى أخرى بما في ذلك نزوح جماعي جديد هذا الأسبوع من حي المواصي في مدينة خان يونس الذي كانت إسرائيل قد حددته في السابق منطقة آمنة. ولا تزال حوادث الإصابات الجماعية الناجمة عن القصف الإسرائيلي مستمرة فقد قُتل ما يقرب من 40,000 شخص غالبيتهم من النساء والأطفال وفقًا للسلطات المحلية في حين أفادت الأمم المتحدة الشهر الماضي أن حوالي 21,000 طفل قد يكونون في عداد المفقودين.

وبالإضافة إلى عداء نتنياهو مع حلفائه اليمينيين الإسرائيليين المتطرفين يعيش الفلسطينيون أيضًا انقسماً في قيادتهم. وفي يوم الثلاثاء توسطت الصين في إعلان وحدة في بكين بين قادة مختلف الفصائل الفلسطينية بما في ذلك حماس وفتح وهي الحركة التي تقع في قلب السلطة الفلسطينية التي لا تحظى بشعبية. أما أهل غزة فقد نظروا بريبة إلى هذه التطورات من بعيد.

كاري ثابت  ذات ال40 عاماً والتي نزحت 10 مرات في الحرب ووصفت الفصائل بـ"الأضحوكة" فقد قالت لزملائي: "تعالوا إلى هنا إلى الأرض وانظروا إلى المستشفيات التي لا توجد فيها قطرة دم واحدة يمكن أن تنقذ حياة الناس".

وقالت في اتصال هاتفي مع صحيفة واشنطن بوست: "انظروا إلى الناس في شمال قطاع غزة الذين يموتون من الجوع. انظروا كيف تسرح الدبابات الإسرائيلية وتمرح في أرض غزة. هؤلاء الناس لا يمثلونني إنهم مجرد ممثلين فاشلين".


المنشورات ذات الصلة