خاص "ايست نيوز"
في جلسة خاصة ضمت مجموعة من المثقفين والمفكرين غير المنتمين الى صفوف اي من الاحزاب والحركات الشيعية تحدثت مرجعية موثوق بعلمها واجتهادها فقالت: "إن الوضع الشيعي المأزوم الذي نعيش فصولا منه ليس وليد "هوية الإنتماء"، ولا "إرادة الصمود"، لا بل بوجود طبقة جديدة ولدت منذ عقدين او ثلاثة من الزمن ويمكن وصفهم بـ "مدخني السيجار" التي تصل رائحته هذه الايام إلى مراكز إيواء النازحين من أبناء طائفتهم وبيئتهم والجيران.
وأضافت المرجعية في هذا اللقاء الذي اطلعت "ايست نيوز" على بعض ما دار فيه من مناقشات، فقالت: إن ذروة الشعور بـ "الوضع الشيعي المأزوم" يتجلى حيث "ازدحمت كراسي الدرجة الاولى" في شركات الطيران المتوجهة نحو باريس ولندن والعواصم الافريقية وغيرها.
وأضافت: يمكنكم ان تراقبوا هذه الظاهرة ايضا في أثناء اي جولة على مطاعم بيروت وفنادقها، حيث ترى "منتفعي السلطة الشيعية" حول طاولة ضيافة تشهد على موائد "سادة البلاط"، يُنظّرون حول الوضع الصعب الذي ادى الى "فقدان مكتسباتهم" و "امتيازاتهم المعنوية" الناجمة عن حجم "استغلال السلطة" وهم يبحثون عن مصادر أخرى تسمح لهم بـ "أدوار سلطوية أخرى" في أول مناسبة او اي توقيت مقبل.
وما هو ظاهر ولا يخضع لأي نقاش، ان من جمعتهم هذه الطاولة قد تأقلموا بسرعة مع المستجدات على الساحتين الوطنية والشيعية وانهم "قلقون من فقدان القدرة على استغلالها إن بقيت خارج حسابات من يقررون ويوزعون المغانم لئلا يبقون خارج حساباتهم".
وما هو ثابت أيضا ان المناقشات لم تتناول حتى اليوم ما انتهت اليه النكبة من موجات تهجير وذل تعيشها آلاف العائلات التي وثقت بوعودهم وخطاباتهم الطنانة والرنانة". وما هو لافت ان مناقشاتهم لا تتناول مصير طفل مشرد غادر فراشه الآمن ليعاني البرد والمرض، وليس من اجل معالجة وضع عجوز افتقدت مسرح حياتها او رب عائلة يبحث عن مأوى وامرأة تائهة تعيش في مدرسة او تحت جسر أو في حديقة عامة ومعهما عائلاتهم المشردة ولم يتنبهوا إلى ضرورة ان يواسوا ام شهيد او يتيم لتبقى في مضمونها مجرد "صراع على حلبة من اجل مصالح خاصة"
وتابعت: "المؤسف ان ما نعيشه اليوم لم ياتي في "ساعة تخل" غدرت بنا عندما جاءت بها الايام لانها لم تكن مُفاجئة، فهي ظاهرة موجودة منذ اليوم الأول. وبحجة تكريس واقع جديد، أقاموا الأسوار المرتفعة من حولهم، وجلسوا بداخلها كما في مسرحية "الملك" الذي ترك "الرعية" خارجا في حلقة تضليل وبيع أوهام، تحرس مكتسباتهم، وبقي الوضع على ما هو عليه حتى انهارت الأسوار وفرَت الحاشية وتشرد حاميها".
واستطردت المرجعية لتقول: "المشكلة اليوم في تلك الطبقة المستفيدة من "الشيعية السياسية"، التي لم تتحرك لا في زمن السلم ولا في زمن القهر والقتل والنزوح وهي بهذه العقلية المتوارثة تعتقد أن الوطن يدور من حولها، وأن الفقر والحرمان يزيدان من حاجة الناس اليها".
وانتهىت المرجعية الى خلاصة مفادها: "حرب الـ 2024 العدوانية الاسرائيلية تحولت مختبرا كشفت "الأوراق المستورة" و"الوجه الحقيقي غير المزيف" لأولئك الذين قصدوا تمويه واخفاء الحقائق أمام من تاهوا عنها واضاعوها. ولربما سيكون الوضع أفضل مما نعيشه اليوم، وستكون بيئة وحياة الضاحية والبقاع والجنوب أفضل بكثير، ويمكن ان تنعم بامن حقيقي وثابت عندما تسقط "الرأسمالية الشيعية" ومعها "المواصفات المعتمدة في هذه البيئة، او تلك التي تولدت انطلاقا من كل قرية ومدينة حيث تبنى الخيارات على أساس القرابة والخَلَف والأزلام" ليتقاسموا معا "جوائز الترضية".