عاجل:

الشيخ ابي المنى لنقابة المحررين: الحياد عن كل ما يفرّق والانحياز الى كل ما يجمع

  • ٢١٠

رأى شيخ العقل لطائفة الموحدين الدروز الشيخ الدكتور سامي ابي المنى ان الوطن يحتاج اليوم الى مقاومة سياسية ووطنية جامعة مظلتها الدولة وأهدافها تعزيز عناصر قوة لبنان ومرتكزات وجوده ومميزات حضارته، على مستوى التنوع والعيش المشترك والتفاهم الداخلي حيال القضايا الشائكة، التي لا تزال مستعصية على الحل. مقاومة تؤول لتعزيز دور المؤسسات، وخاصة الأمنية منها وفي مقدمتها العسكرية، لتمكين الجيش اللبناني من بسط سلطة الدولة على كامل الأراضي اللبنانية وخاصة في الجنوب”.

معتبرا ان “التضامن الداخلي والوطني المطلوب أكثر من أي وقت مضى، انما يعطي قوة دفع للدولة في مفاوضاتها الجارية مع الدبلوماسية الدولية، من اجل التوصل الى اتفاق، يرمي الى وقف فوري للحرب، استنادا الى القرار الاممي 1701 ووجوب تطبيقه كاملا.

القصّيفي

كلام الشيخ ابي المنى جاء خلال لقائه بوفد مجلس نقابة محرري الصحافة اللبنانية برئاسة النقيب جوزف القصّيفي، الذي القى كلمة نوّه فيها بسماحة شيخ العقل، قائلا: “دوركم المحوري في تقريب المسافات بقوة العقل وسديد الحكمة، يخبر عنكم. اديتم دورا كبيرا لتذليل العقبات من طريق القمة الروحية، وبذلتم التضحيات وتحملتم المشقات حتى ضمان انعقادها، وكل ذلك بعيدا من الضوضاء والاضواء، لأنكم كنتم تريدون اكل العنب، لا قتل الناطور، وكان لكم ما أردتم”.

أضاف: “جئنا اليوم لنسأل: هل اكتفينا بعقد القمة في بكركي منتشين بالتئامها، كما انتشى بنو تغلب يوما بقصيدة قالها عمرو بن كلثوم، فيما كانوا يواجهون أفولا محتما؟ كيف يمكن أن تترجم قرارات القمة وتوصياتها إلى أفعال، وأن تكون معبرا إلى سلام القلوب والالسنة فندرأ عنا ما يخطط لنا من يمعن فينا قتلا وقصفا وهدما من شر فتنة، وهي المبتدأ والخبر في أدبيات الصهيونية؟ هل أنتم مرتاحون إلى حسن الخواتيم، حتى في ظل وقف للنار والاعمال الحربية كما يروج؟ اللبنانيون في قلق من المستقبل، وهم يشككون بكل شيء: المجتمع الدولي المستأسد عليهم، والنعامي في مداراة تل أبيب، العرب الذين يرسفون في عجزهم، الافرقاء المحليون الذين يلغون في خلافاتهم فيما مركب الوطن يغرق بهم”.

وختم: “صاحب السماحة نعلم انكم وسائر المقامات الروحية المسيحية والإسلامية لا تملكون الكلمة الفصل، ولا عصا موسى، ولكنكم تمتلكون ما هو أمضى واشد وقعا: صدق الكلمة، قوة الموقف، النصح الرشيد، والحرم المعنوي، والصوت المدوي، فمتى ستقولون: كفى …كفى … وتقودون الجميع إلى جادة العقل والحكمة، فمن دونهما لا تنقذ الأوطان”.

شيخ العقل

وردّ الشيخ ابي المنى بكلمة، رحّب فيها بمجلس نقابة محرري الصحافة اللبنانية، منوّها “بأصحاب الأقلام والكلمات الطيبة والجامعة التي يحتاج وطننا اليها اليوم، المفعمة بالمحبة وتنشد السلام في النفوس وتساهم في الاستقرار، الذي يتوق اليه كل حريص على بلده، الذي يعاني ما يعانيه من هذه الحرب الوحشية المدمّرة للحجر والبشر، والتي ينفذها العدو الإسرائيلي غير آبه بكل القوانين والمواثيق الدولية والإنسانية، والذي لا يقيم فيها وزنا لكل القيم والأعراف، امام ما يرتكبه من فظاعات حربية ومجازر بشرية بحق عُزّل وابرياء وأطفال وشيوخ”.

أضاف: “الدروز لم يكن لديهم طموحات ومشاريع خاصة، وهذا ما نرجوه لكل الطوائف، التي نعهد ايمانها بالوطن وتمسكها بترابه وحماية الدولة التي تحترم حقوق جميع أبنائها. اما موضوع القمة الروحية التي انعقدت أخيرا في بكركي، فقد سادتها أجواء إيجابية جدا من التوافق على المواضيع التي وردت في البيان الختامي، والذي سيكون موضع سعي ومتابعة من قبل لجنة منبثقة عنها، لترجمة تلك التوصيات ونشر الروح الايجابية”.

وتابع: “ننوّه بجهود الرئيسين نبيه بري ونجيب ميقاتي وجميع المسؤولين المخلصين، الذين يبذلون جهدا داخليا وخارجيا، لمعالجة القضايا المطروحة، ولسنا لنحملّهم المسؤوليات في أي تقصير يحصل او قد يحصل، بقدر دعمنا تلك الجهود، من اجل التوصل الى حلول إيجابية للقضايا الشائكة داخليا، والاتفاق على حل لانهاء الفراغ الرئاسي بعد دخوله العام الثالث، لما لرئاسة الجمهورية من أهمية في اكتمال عقد المؤسسات، وقيام حكومة جامعة ومقتدرة، بما ينعكس إيجابا على المسار الوطني والمؤسساتي العام ويعيد الثقة بالوطن، رغم المرحلة الصعبة جدا وتحدياتها، ازاء الحرب الدائرة ومخططات إسرائيلية غير المعروفة. ولعل الدور المطلوب من الجيش اللبناني في المرحلة الراهنة وما يليها كبير جدا، وهذا يتطلب الالتفاف حول المؤسسة العسكرية وتقديم الدعم المطلوب لها، لتمكينها مستقبلا من بسط سلطة الدولة على كامل التراب اللبناني في الجنوب، مع قوات الأمم المتحدة “اليونيفيل”.

ومضى يقول ردا على أسئلة الوفد: “اننا ندعم جهود الدولة، ونستبشر خيرا من الجهود الدولية ايضا، للتوصل الى وقف فوري لإطلاق النار، استنادا الى تطبيق القرارات الدولية ذات الشأن وبما يحفظ الكرامة للجميع. وسنبقى نشدد على أهمية التضامن الوطني، الذي تجلّى من خلال استضافة النازحين في الجبل وللأستاذ وليد جنبلاط الفضل الكبير، من خلال النداء الإنساني والوطني الذي وجهه بهذا الخصوص. لكن على الدولة البحث عن مآل الموضوع بعد الحرب، بوجود الدمار الحاصل لقرى وبلدات ممسوحة بصورة شبه كاملة، وتقديم الدعم المطلوب للنازحين والعائلات المستورة. وبالنسبة لموضوع بيع الأراضي، نعم، اننا ندعو للتمسك بالأرض وعدم البيع، وكي لا نساعد بذلك العدو فيما يطمح اليه من تغيير ديموغرافي، وطبعا حذّرنا وننبّه أبنائنا دائما لعدم الوقوع في إشكالات مع النازحين وحتى بين النازحين أنفسهم كما جرى في أكثر من مكان، ليبقى الهم الأساسي منصبّاً على توفير الاستقرار للمهجرين وطمأنتهم، كما ونشجّع على إقامة أنشطة جامعة لهم، وعدم تحويل تداعيات الحرب الى قلق داخلي معهم. المطلوب الوعي لدقة وخطورة المرحلة، وعلى الدولة التحضير للخطط اللازمة لعودتهم بعد الحرب، معززين ومكرّمين أيضا”.

وختم: شعارنا: “الحياد عن كل ما يفرّق والانحياز الى كل ما يجمع”، وبأن نثبت للعالم ان اللبنانيين مستعدون دائما للتفاهم حول مصير مستقبل وطنهم ودولتهم وجيشهم، نحتاج بذلك للارتقاء بمسؤولياتنا وباحتضاننا لجيشنا ومجتمعنا، وبان نكون جميعا الدرع الواقي للوطن، في مواجهة كل التحديات والاخطار”.

المنشورات ذات الصلة