كشف مصدر سياسي بارز مواكب للمفاوضات التي خاضها هوكشتاين في بيروت لـ«الجمهورية»، انّه بعكس ما يُقال، لا نقاط عالقة بقيت بين هوكشتاين والجانب اللبناني في مسودة المقترح الاميركي لوقف إطلاق النار. وقال المصدر «انّ المبعوث الاميركي غادر على أساس انّه سيعود الينا بعد مناقشة الاتفاقية مع إسرائيل وبالتحديد النقاط التي يمكن إمرارها في الشكل الذي تمّ الاتفاق عليه معنا، أم انّ لديهم مطالب أخرى. في النهاية نحن طرفان والاميركي يلعب دور الوسيط».
وفي ما خصّ النقطتين اللتين يتردّد الحديث حول الخلاف عليهما كشف المصدر، انّ البند المتعلق بـ»الدفاع عن النفس» تمّ الاتفاق عليه بجعله مرتبطاً بشروط معينة ومحدّدة. اما لجنة الرقابة فأصبحت لجنتين، أي الأولى الموجودة حالياً وهي اللجنة الثلاثية، وتمّ تشكيل لجنة أخرى موسّعة خماسية كلية الرقابة، تضمّ الأطراف الثلاثة بالإضافة إلى الأميركيين والفرنسيين، ودور هاتين اللجنتين هو مراقبة تطبيق القرار 1701. واشار المصدر إلى انّ المفاوض اللبناني لم يتلق بعد اي اتصال من هوكشتاين بعد مغادرته لبنان. ورفض المصدر ان يُدرج الأجواء في خانة التفاؤل إنما الأمل في أن يعود هوكشتاين بأجوبة إيجابية تمهيداً للتوصل إلى تفاهم حول وقف إطلاق النار وتطبيق القرار الدولي.
وفي السياق، أكّدت مصادر مطلعة لـ«الجمهورية» انّ لبنان فعل ما يتوجب عليه لإنجاح مسعى وقف إطلاق النار، وبالتالي هو يترقب النتائج التي ستفضي اليها اللقاءات التي عقدها آموس هوكشتاين في تل أبيب مع المسؤولين الاسرائيليين.
واشارت المصادر إلى انّ احتمالات نجاح مهمّة هوكشتاين من عدمه تكاد تكون متساوية، والأمر يتوقف الآن على حسابات رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو الذي بات مطلوباً للعدالة بعد إصدار المحكمة الجنائية الدولية مذكرتي توقيف في حقه وحق وزير الحرب السابق يوآف غالانت.
وكشفت المصادر عن انّ جهات غربية نصحت مسؤولاً لبنانياً بعدم الإفراط في التفاؤل لأنّ اولوية نتنياهو هي حماية حكومته ونفسه، فإذا كانت التسوية المقترحة تحقق له ذلك سيتجاوب معها، واذا وجد انّها تتعارض مع مصالحه فسيلجأ إلى عرقلتها.