يبدو أن “التعبئة الدبلوماسية” ترافق الأجواء اللبنانية تزامناً مع الخروقات المستمرة لإتفاق وقف إطلاق النار بين “الحزب” والجيش الإسرائيلي، خاصة بعد إنتقال الجيش اللبناني الى الجنوب تنفيذاً لبنود الاتفاق المشترك. في هذا السياق، أكد رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي أن “الاتصالات الديبلوماسية مستمرة وتكثفت بالأمس لوقف الخروقات الإسرائيلية لقرار وقف اطلاق النار والانسحاب من البلدات اللبنانية الحدودية”. وقال: “لقد شددنا في خلال هذه الاتصالات على أولوية استتباب الأوضاع لعودة النازحين إلى بلداتهم ومناطقهم وتوسعة انتشار الجيش في الجنوب”. كما لفت إلى أن “إعلان قيادة الجيش الحاجة إلى تطويع جنود متمرنين في الوحدات المقاتلة يندرج في سياق تنفيذ قرار مجلس الوزراء بزيادة عديد الجيش لتعزيز انتشاره في مختلف مناطق الجنوب” .
نقلت “رويترز” أمس عن مصدرين مطلعين إن “الجنرال غيوم بونشان ممثل فرنسا في اللجنة سيصل إلى بيروت اليوم الأربعاء، وأن اللجنة ستعقد أول اجتماع لها غداً الخميس”. وذكر أحد المصدرين، “أن هناك حاجة ملحة لبدء عمل اللجنة قبل فوات الأوان”، مشيراً إلى “تكثيف إسرائيل التدريجي لهجماتها رغم الهدنة.”
عُلم أن الوفد العسكري الأميركي في لجنة المراقبة تفقد أمس مقر قيادة اليونيفيل في الناقورة واجتمع مع قائد القوات الدولية العاملة في الجنوب.
قال مصدران سياسيان لبنانيان لـ”رويترز” إن “اثنين من كبار المسؤولين اللبنانيين طالبا واشنطن وباريس بالضغط على إسرائيل للالتزام بوقف إطلاق النار، بعدما شنت عشرات العمليات العسكرية على الأراضي اللبنانية”. قال المصدران إن “الرئيس ميقاتي، والرئيس نبيه بري تحدثا إلى مسؤولين في البيت الأبيض والرئاسة الفرنسية في وقت متأخر الإثنين وعبّرا عن قلقهما بشأن وضع وقف النار. لم يتسن الحصول على تعقيب فوري من الرئاسة أو وزارة الخارجية في فرنسا”.
في غضون ذلك بدأت عملية انتشار كثيف للجيش في أحياء وشوارع مدينة صور ومحيطها ايذاناً بالبدء بإعادة انتشار الجيش في الجنوب لا سيما في القرى الحدودية.