إسرائيل اليوم 15/12/2024، يوآف ليمور: ما يجري في الشرق الأوسط محاولات جس النبض قبل اتخاذ القرارات
ما حصل في نهاية الأسبوع في الشرق الأوسط يسمى في عالم كرة القدم “جس
نبض”. تلك المرحلة الأولية من المباراة التي يفحص فيها الفريقان الواحد الآخر قبل
أن يتخذ القرار في كيفية التقدم.
وصلت محاولات جس النبض تقريبا من كل جهة ممكنة. من سوريا، حيث أوضح
زعيم الثوار احمد الشرع (أبو محمد الجولاني) بان ليس لمنظمته نية للدخول في نزاع
مع إسرائيل وأضاف بان الان، بعد أن كفت ايران عن ان تكون فاعلة في سوريا، ليس
لإسرائيل سبب للعمل فيها عسكريا. بالتوازي، توجه مندوبه في الأمم المتحدة بطلب
لانسحاب الجيش الإسرائيلي من المواقع التي استولى عليها خلف حدود فصل القوات في
الجولان السوري.
يمكن قراءة اقوال الشرع كمد يد (وان كان في اطار اتفاق بارد من عدم
القتال)، شيء ما في صيغة: اذا تركتم سوريا بهدوء، سنترككم بهدوء. كما يمكن أن نرى
فيها تحذيرا مبطنا بصيغة: اذا لم تتركوا سوريا بهدوء فلن نترككم بهدوء. معقول اكثر
أن تكون هذه محاولة لشراء الهدوء له ولمنظمته كي ينظموا المنطقة التي احتلوها دون
أن تعرقلهم الجهة القوية والسائدة في المنطقة – إسرائيل.
محاولات جس النبض جاءت أيضا من لبنان. زعيم حزب الله، نعيم قاسم،
اعترف في خطابه امس بان منظمته فقدت طريق التموين من ايران، لكنه أوضح بانه مرن
بما يكفي كي يجد حلولا أخرى. كما قال قاسم ان منظمته تمتنع عن رد على “مئات
الخروقات” لاتفاق وقف النار من جانب إسرائيل وشرح بان هذا يتم “للمساعدة في تنفيذ
الاتفاق”.
قاسم، زعيم ضعيف وعديم الكاريزما، تحدث لعدة جهات بالتوازي: للثوار
السوريين، الذي امله الا يتوصلوا الى تفاهمات مع إسرائيل يجب أن يفسر كأمل الا
يتوجهوا الان للسيطرة على لبنان أيضا؛ لإسرائيل، التي وعدها بان تكون منظمته “ولد
طيب” وتنفذ التزاماتها؛ واساسا للموالين له في الطائفة الشيعية في لبنان، ممن
يتساءلون عن مستقبلهم وطالبهم بان يتنفسوا عميقا لان المقاومة ستستمر.
وجاءت محاولات جس النبض مؤخرا من غزة أيضا مع نشر اشرطة حماس التي
تستهدف تحدي إسرائيل في مسألة المخطوفين. فالمنظمة تبدي مرونة اكبر مما في الماضي
تفسر كاستعداد للوصول الى صفقة. وفي الجانب الإسرائيلي أيضا يبدو تفاؤل (حذر) في
أنه يوجد الان احتمال لخطوة تعيد الى الديار قسما من المخطوفين في إطار “صفقة
إنسانية” تتضمن نساء، كبار السن ومرضى.
المنشورات
استهدفت فحص الأرضية
سطحيا، مطلوب التساؤل لماذا تواصل إسرائيل التصرف وفقا لمنحى صفقة
على ثلاث مراحل، ولا تعمل على إعادة كل المخطوفين الاحياء والاموات في صفقة واحدة
شاملة منذ الان. كما يذكر فان من بادر الى التقسيم الى مراحل كان نتنياهو كي لا
يكون ملتزما بوقف تام للحرب برعاية القوى العظمى. والان مطلوب من رئيس الوزراء أن
يوضح اذا كان بعض من المخطوفين سيبقون في غزة لذات السبب رغم أن حماس هزمت عسكريا
منذ الان.
الى محاولات جس النبض هذه يمكن ان تضاف أيضا الانباء التي نشرت في
واشنطن في أن الفريق الذي يعد إدارة ترامب يفحص إمكانية هجوم على منشآت النووي
لإيران. هذا الموضوع كان على جدول الاعمال في أواخر ولاية ترامب السابقة وسيطرح
الان من جديد على خلفية التقدم المنهاجي لإيران نحو القنبلة واساسا خوفا من ان
يؤدي تفكك محور الشر بقيادتها الى قرار منها لاقتحام النووي.
يبدو أن هنا أيضا تستهدف المنشورات فحص الأرضية وربما لخلق ظروف
للحوار. في الغرب يفضلون التوصل مع ايران الى اتفاق نووي جديد ومتصلب يبعدها عن
القنبلة لعشرات السنين ويحسب منها أيضا قدرات متطورة في مجال الصواريخ والإرهاب.
التهديد المبطن من أوساط ترامب – الى جانب منشورات مختلفة تتعلق بتسريع الاستعداد
في إسرائيل لهجوم في ايران – ينبغي أن ترى كاستمرار لمحاولات جس النبض في اتجاه
تواصلها في الفترة القريبة القادمة.