عاجل:

موازين القوى تتغير في الشرق الأوسط.. و"البدر" التركي في صعود (الغارديان)

  • ٧١

إيست نيوز ـ ترجمة باسم اسماعيل 

يمثل سقوط نظام الأسد في سوريا نهاية "الهلال الشيعي" الإيراني وصعود "البدر" التركي مما يعيد تشكيل المشهد الجيوسياسي من القرن الأفريقي إلى بلاد الشام وأفغانستان. فقد أدى دعم أردوغان للمتمردين السوريين إلى رفع مكانة أنقرة إلى مرتبة قوة إقليمية في المنطقة ومن المرجح أن تظهر آثار نجاح تركيا في العراق أيضاً حيث سيؤدي صعود حكومة يقودها السنة في سوريا إلى تعزيز يد تركيا في المناطق ذات الأغلبية السنية في العراق.

وتمتد طموحات تركيا إلى ما هو أبعد من سوريا والعراق لتصل إلى أفريقيا والقوقاز وآسيا الوسطى، فبعد أربعة أيام من انتصار المتمردين في سوريا نجح أردوغان في التوسط في اتفاق بين الصومال وإثيوبيا وهما حليفان مقربان لتركيا لتهدئة التوترات حول النزاعات الإقليمية، كما أن انخراط تركيا العميق في ليبيا يضمن أيضاً تأثيرها على ديناميكيات الطاقة في البحر الأبيض المتوسط ويضعها كوسيط قوي رئيسي في شمال أفريقيا.

وقد تنامى دور أنقرة في أفغانستان حيث أقامت علاقات مع حركة طالبان كما عززت وجودها في أذربيجان من خلال دعمها عسكرياً ودبلوماسياً خلال حرب ناغورني قره باغ ضد أرمينيا مما جعلها لاعباً رئيسياً في القوقاز.

لطالما نصبت الرياض نفسها زعيمة للعالم الإسلامي السني في مواجهة نفوذ إيران الشيعي لكن صعود تركيا يعرقل هذه السردية فسياسات أنقرة ذات الميول الإسلامية تلقى صدى لدى شريحة واسعة من المسلمين السنة والإسلاميين السياسيين وتقدم بديلاً عن ممالك الخليج.

وعلى عكس إيران التي اعتمدت على وكلاء مثل حزب الله للحفاظ على نفوذها، حققت تركيا شرعية من خلال دعمها المباشر للقوى السنية المحلية والقضايا الشعبية مثل الانتفاضات العربية عام 2011 وهذا يضع تركيا كقوة سنية أكثر شمولية مما يقوض مطالبة السعودية بالزعامة الإقليمية. 

ولأكثر من عقدين من الزمن كان الهلال الشيعي الإيراني يرمز إلى طموح إيران في السيطرة على الشرق الأوسط واليوم هذا الهلال آخذ في التصدع فخسارة إيران هي مكسب لتركيا حيث تتحول دمشق من حليف لإيران إلى حليف لتركيا.

وفي المنطقة تشكل هيمنة تركيا مصدر قلق عميق بالنسبة للسعودية والإمارات وإسرائيل لأن التحول في دمشق يمكن أن يضعهم في مواجهة منافس إقليمي.

في السنوات القادمة لن تدور صراعات النفوذ في المنطقة حول ظل الطموحات الإيرانية بل حول نطاق الطموحات التركية، وبالنسبة إلى الخصوم والحلفاء على حد سواء لن يكون السؤال المطروح هو ما إذا كانت تركيا ستهيمن على المنطقة أم لا .. بل كيف.

المنشورات ذات الصلة