خاص "إيست نيوز"- ليس مستغربا أن تتواصل ردات الفعل على ما رافق التسريبات التي نقلت عن المطرب راغب علامة وقد تحولت الى حد ما قضية راي عام بعدما تناولت اغتيال الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله، وما له من مؤيدين في البيئة الحاضنة للحزب مهما اصابها من وهن نتيجة ما انتهت اليه حرب "الإلهاء والإسناد" التي نادى بها قبل ان تتطور لتتحول عدوانا اسرائيليا كبيرا تمكنت خلاله اسرائيل من اغتياله وعدد غير قليل من أركان الحزب في القيادتين السياسية والجهادية عدا عن الهيكلية العسكرية وقادة المحاور في الجنوب ورؤساء الاجهزة الاستخبارية والعسكرية والمالية والادارية قبل ان تتجاوز العمليات العسكرية الحدود اللبنانية الى سوريا واليمن وطهران والحدود العراقية.
والى ردات الفعل الغوغائية التي رافقت انتشار مقطع صوتي لعلامة يسخر فيه في اتصال مع احد الفنانين الخليجيين من مصير السيد نصرالله توقفت مراجع معنية أمام الاعتداء على منشآت مدرسة السان جورج التي يمتلكها علامة اثر عملية استهجان واسعة غصت بها مواقع التواصل الاجتماعي ولم تنفع التوضيحات التي صدرت من اجل تطويق حركة الدراجات النارية التي جابت الضاحية الجنوبية استنكارا قبل ان يهاجم ركابها المدرسة ليلحقوا اضرارا بالغة فيها.
وعليه، فقد تعددت الأصداء التي انتهت إليها وغلبت عليها طابع الرفض والاستنكار لأكثر من سبب ويمكن الاشارة الى البعض منها:
- كان يمكن لمن قاد عملية التحريض والحملات الاعلامية التي دفعت الى التحرك في التحرك في الشارع ان يتريث في خطواته طالما ان هناك اكثر من وسيلة للمواجهة ولعل الاخبار الذي تقدم به مجموعة من المحامين أمام المراجع القضائية المعنية كان الاسلوب الافضل والاكثر رقيا للرد على هذه الاتهامات والتعبير عن رفضها.
- كان كافيا ما عاشه ابناء الضاحية من حروب نفسية وما تم احصاؤه من أضرار لحقت باملاكهم ومقتنياتهم جراء العدوان الاسرائيلي من تدمير وخراب، وليس منطقيا أن يكمل ابناءها تدمير ما تبقى من منشآت وخصوصا ان ما تعرضوا لها كانت منشأة تربوية كبيرة تقدم خدماتها لبضعة آلاف من الطلاب ومعظمهم يستفيد من المنح المدرسية التي تعهد علامة التكفل بها.
ليس في ما سبق محاولة للدفاع عن "السوبر ستار" راغب علامة وما سرب على لسانه بقدر ما شكل الحادث مناسبة للفت النظر بصراحة إلى ان ما قيل وتسرب على لسانه قد يكون لسان حال نسبة كبيرة من اللبنانيين، ليس في الغرف المغلقة فحسب - حيث لا يمكن الكشف عما قيل ويقال وهوية اصحابها - وهي مواقف اعتبرت ان حرب "الإلهاء والإسناد" ورطت لبنان في حرب تدميرية. وقد تحدثت عنها عشرات التصريحات والمواقف التي اطلقها نواب وقادة من مختلف الطوائف والمذاهب ومن بينهم شيعه وقياديون من حلفاء الحزب، ومن بيئته اللصيقة كما كررها باقي أبناء الشعب اللبناني الذين لم يكونوا على علم بهذه الحرب وليسوا في وارد تأييدها. ولما تمنوا تدارك نتائجها الكارثية لم يرد عليهم احد في ظل حملات التصعيد التي خيضت الى ان وقعت النكبة الحقيقية التي حلت بلبنان واللبنانيين ودفع ثمنها كبار قادة الحزب من حياتهم، عدا عن عدد الشهداء والجرحى والمعوقين بالآلاف والأضرار المباشرة وغير المباشرة والتي قدرت بالمليارات الدولارات في قطاعات واسعة.
وختاما فإن ما حصل كان مؤذيا بحق السيد نصرالله وذكراه،وخصوا ان معظم اللبنانيين قد اعتقدوا ان مثل هذه التصرفات قد ولى زمانها ويجب ألا تتكرر مظاهرها مرة اخرى. وخصوصا ان معظم اللبنانيين وأبناء الضاحية من بينهم لهم واولوياتهم في هذه المرحلة، وأن ما حصل كان مشهدا من الماضي وانه سيكون للعقل بعد الحرب مكان اكبر في وقد سلم الجميع بدور الدولة وسلطاتها ومؤسساتها وان منطق الدولة يجب ان يتقدم على أي منطق آخر. فالفوضى لا تأتي سوى بالفوضى وان مثل هذه الأفعال تنعكس سلبا على المحرض والمخطط والمنفذ قبل غيره بالتأكيد وان العبرة في من اعتبر وتعلم من اخطاء الماضي تحت اي ظرف من الظروف.