عاجل:

بقينا مع الرغبة في القتال لكن بدون هدف (هآرتس)

  • ٩

كتب يوسي كلاين في صحيفة "هآرتس": 


قبل فترة قصيرة كنا رأس الحربة للعالم الحر في صراعه ضد محور الشر. فجأة تمت اقالتنا. نحن لم نعد كذلك. هذه ليست حربنا، هذه حربهم، قال ترامب قبل اسبوع، وكان يقصدنا. العفو، لقد تمت اهانتنا. ما معنى “هذه حربهم“؟. في نهاية المطاف، منذ قبل فترة قصيرة، قال نتنياهو إن حربنا هي حرب العالم الحرب. فهل هي الآن كذلك؟ هل تم عزلنا؟ كيف حدث ذلك؟.


​ما حدث هو أن العالم كل. العالم الذي يفصل الدين عن الدولة تعب من النزاعات الدينية التي ليس لها حل. لقد مل من مناقشة مسألة هل حقنا في البلاد هو وثيقة قانونية أو معتقد ديني. هذه حربهم وليست حربنا، قال ترامب، وكان يقصد أنه بالنسبة له ليقتل أحدنا الآخر.


​لأنه اذا تنازلنا عن الديمقراطية فكيف سنستطيع المحاربة باسمها. اذا من اجل ماذا نحارب؟ هذا يرتبط بمن يسألون. سموتريتش مثلا، سيحارب من اجل دولة شريعة. جيد، هذا هو حلمه وحقه. ولكن من اجل ماذا يحارب من هو ليس سموتريتش؟ من اجل حقه في البقاء على قيد الحياة؟ من اجل مستقبل افضل لاولاده هو يستطيع تحقيقه حتى في اماكن بدون 200 يوم احتياط وبدون أن يكون ياريف لفين وزير العدل.


اذا حاربنا وبقينا على قيد الحياة فأي دولة نحن نريد؟.


​ذات يوم عرفنا، ذات يوم كنا نقتبس وثيقة الاستقلال، أن الدولة “ستكون قائمة على اسس الحرية، العدالة، السلام، المساواة الكاملة في الحقوق الاجتماعية والسياسية”. ولكن بعد 77 سنة فهمنا أن تحقيق هذا الهدف هو فوق قوتنا. تنازلنا. بقينا مع الرغبة في القتال، لكن بدون هدف نحارب من اجله. عندها توجهنا الى الله.


​الله الذي ليس هو الهنا، هو هدف مريح للحرب. في ملعب الاله نحارب ضد من يشتم ويهين اله جيش اسرائيل، حسب تعبير العميد عوفر فنتر. وعندما لم يكن الفلسطينيون هدف جذاب حلمنا بأن نحارب الاسلام العالمي باسم العالم الحر، وأن نكون الولد الذي يسد باصبعه الثقب في السد. حلم رائع. بدون احتلال وانقلاب نظامي. عندها جاء ترامب وقام بطردنا. حسنا، قلنا، اذا لم ندعم الاغيار فسنتعزز باليهود. الطرد من العالمية عزز الايمان المحلي. لا يجب اقناعنا بتفوق الهنا على اله العرب.  ففي نهاية المطاف نحن تربينا على ذلك. ولكن عندها جاء 7 اكتوبر ومعه الغضب من الاهانة والتوق الى الانتقام.


​منذ ذلك الحين نحن لا نتوقف عن الانتقام، باستمرار وشغف.


​في كتابه بعنوان “هذا وذاك يأكله السيف”، مذكرات شخصية عن حرب 7 اكتوبر، يصف المؤلف وعالم الانثروبولوجيا آساف حزاني جندي يقوم بتمزيق القرآن امام انظار أسرى حماس. هذا هو انتقامي، شرح الجندي. أي أن مبعوث الهنا ينتقم من الههم. هكذا تتحول ساحة الحرب الى “ساحة دينية”، القادة فيها هم المكابيون والجنود هم الذين يلبون نداء “من سيحارب من اجل الله”.


النقاش حول من لديه اله اكبر يمكن أن يتواصل لاجيال ويعيل الكثير من الجنرالات والسياسيين. جميعهم يحاربون باسم الله بدون فرق في العرق أو الدين. الجيش الذي يريد استيعاب الحريديين بدأ في التحول هو نفسه الى جيش حريدي. لا يوجد فرق بين الحاخام ايلي سدان من المدرسة الدينية عيلي وبين آية الله خامنئي، اللذان يتحاربان باسم الله. وطلب العميد فنتر من الله، “وفّق طريقنا، من فضلك، لأننا ذاهبون للقتال من اجل شعبك”، هو طلب جميل حتى باللغة الفارسية.


التقرب من الله في الجيش يجعلنا نحصل على المصادقة بأثر رجعي على اعمال القتل والنهب. الآن لا يتحدثون عن ذلك. هزيمة 7 اكتوبر علمتنا أنه من الافضل اخفاء ذلك. الشر في نظر الله تعلمنا القيام به عندما لا يكون مصور في المحيط. الاخفاء يمنعنا من الاشمئزاز من انفسنا. والاسوأ من ذلك هو يخفي سرورنا من مشاهدة الانقاض في غزة، التي لم تعد قابلة لحياة البشر.


الحرب باسم الله تحل محل الحرب باسم الامن. هي تنزلق من الجيش الى جهاز التعليم وجهاز القضاء. شباب غير مؤهلين ولكنهم مليئين بالايمان سيحلون في الجيش محل شباب أكثر تأهيلا وتدريبا، الذين سيرفضون الخدمة في جيش سياسي – ديني وسيذهبون الى صنع حياة مهنية في الهايتيك. تحت غطاء “الامن” تم تنفيذ اعمال مشينة على الاغلب. الغطاء الذي يوفره الله اكبر باضعاف.


 

المنشورات ذات الصلة