إيست نيوز ـ ترجمة باسم اسماعيل
لعل المؤشر الأكثر وضوحاً على اختفاء مسيحيي الشرق الأوسط هو التطور الديموغرافي لبيت لحم التي ولد فيها السيد المسيح، ففي عام 1948 كانت نسبة المسيحيين في بيت لحم 85% وفي عام 2016 أصبحت 16% فقط.
بدأ الانخفاض الحاد في أعداد المسيحيين في الشرق الأوسط مع الإبادة الجماعية التركية العثمانية للمسيحيين، بالإضافة إلى المذابح واسعة النطاق التي تعرض لها المسيحيون في لبنان ودمشق في عام 1860 على يد جيرانهم المسلمين والدروز والقوات العثمانية. وكان الدافع وراء تناقص أعداد المسيحيين وطردهم من الشرق الأوسط هو ظهور الحركات القومية العربية المعادية للغرب واقترانها بالنهوض الإسلامي.
ولعل جذور اللامبالاة الغربية تجاه معاناة المسيحيين في الشرق الأوسط تكمن في غياب الدين وغياب أهمية الأفكار والأيديولوجيات في حياة معظم الناس في الغرب.
وبطبيعة الحال فإن الحسابات السياسية والاقتصادية الداخلية تدخل أيضاً في الحسابات عند التفكير في التعبير عن الاحتجاج أو الدعوة إلى التدخل السياسي أو العسكري لإنقاذ المسيحيين في الأراضي العربية. كما يجب أن يؤخذ في الحسبان النفوذ الاقتصادي للبلدان العربية، وهو نفوذ كبير في عصر النفط والبترودولار.