عاجل:

"هدية القصر الطائر": بين "ترمب" وقطر .. وجدل في واشنطن حول قبول الطائرة الفاخرة

  • ٧٠

بعد ظهور تقارير إعلامية تفيد بتقديم قطر طائرة "بوينغ" فاخرة لتستخدم كطائرة رئاسية، دافع الرئيس الأميركي دونالد ترمب الأحد عن خططه لقبولها كـ"هدية"، فيما نفت قطر أن تكون الطائرة "هدية" أو أنه تم اتخاذ قرار نهائي بهذا الشأن. وأثارت التقارير عن نية الرئيس الأمريكي دونالد ترمب قبول طائرة "بوينغ 747-8" فاخرة هدية من العائلة المالكة القطرية جدلا واسعا في الأوساط السياسية الأمريكية.

وقال رسكين، الرئيس الديمقراطي في لجنة الرقابة بمجلس النواب، عبر حسابه على منصة "إكس": "الدستور الأمريكي واضح لا يقبل التأويل، فقبول هدية من حكومة أجنبية يتطلب موافقة مسبقة من الكونغرس".

وأضاف ساخرا "حتى لو استخدمها الرئيس أربع سنوات ثم أودعها في مكتبته الرئاسية، تبقى في النهاية هدية غير مشروعة".ورجحت شبكة "آيه بي سي نيوز" التي كانت أول من أذاع النبأ أن تكون طائرة البوينغ 8-747 جامبو أثمن هدية تتلقاها الحكومة الأميركية على الإطلاق، حيث وصفتها بأنها "قصر طائر".

وكانت شبكة "إيه بي سي نيوز" قد كشفت عن تفاصيل الصفقة التي تقدر قيمتها بنحو 300 مليون دولار، حيث من المقرر أن تتحول الطائرة الفاخرة إلى نسخة خاصة من "إير فورس ون" لاستخدام ترمب حتى نهاية ولايته الرئاسية، قبل أن تنضم إلى مقتنيات مكتبته الرئاسية.

ويحظر الدستور الأميركي تحت بند المكافآت، على المسؤولين الحكوميين قبول هدايا "من أي ملك أو أمير أو دولة أجنبية".

وفي منشور على وسائل التواصل الاجتماعي، شنّ ترمب هجوما حادا مدعيا أن الطائرة "هدية" مؤقتة ستذهب إلى وزارة الدفاع وستحل مكان طائرة عمرها اربعة عقود.

وأضاف ترمب إن العملية "شفافة"، موجها سهام النقد إلى الديمقراطيين الذين يرغبون في إنفاق المال على طائرة رئاسية جديدة دون داع.

من جانبه، قال علي الأنصاري، الملحق الإعلامي في سفارة قطر في واشنطن "إن النقل المحتمل لطائرة للاستخدام المؤقت كطائرة رئاسية قيد الدراسة حاليا بين وزارة الدفاع القطرية ووزارة الدفاع الأميركية"، مؤكدا أنه لم يتم اتخاذ أي قرار بعد.

واعتبر البيت الأبيض ووزارة العدل أن الهدية قانونية لأنه لم يتم منحها مقابل أي خدمة أو إجراء معين، ما يعني بالتالي أنها ليست رشوة، وفق ما أبلغت مصادر شبكة "آيه بي سي".

كما أن الخطوة غير منافية للدستور، على حد قولهما، لأن سلاح الجو الأميركي سيتسلمها أولا قبل تسليمها إلى مكتبة ترامب الرئاسية، وبالتالي لن تُمنح لأي شخص.

وذكرت تقارير أن ترمب تفقّد الطائرة التي تملكها قطر في فبراير عندما كانت رابضة في مطار بالم بيتش الدولي.

ومن المقرر الإعلان عن الأمر بالتزامن مع جولة ترمب الشرق أوسطية هذا الأسبوع والتي تشمل قطر، وفقا لما ذكرته شبكة "آيه بي سي" وصحيفة "نيويورك تايمز".

والرئيس الأميركي غير راض منذ فترة طويلة عن طائرتي الرئاسة أدخلت عليهما تعديلات بشكل كبير.

وأعلن في وقت سابق من هذا العام أن إدارته "تبحث عن بدائل" لشركة بوينغ بعد تأخرها في تسليم طائرتين جديدتين.

وكانت شركة الطيران الأميركية العملاقة قد وافقت عام 2018 على تسليم طائرتين رئاسيتين من طراز 747-8 بحلول نهاية عام 2024 مقابل 3.9 مليار دولار.

لكن إفلاس أحد المتعهدين وتعطل الانتاج بسبب وباء كورونا أجبرا شركة بوينغ على تأجيل التسليم إلى عامي 2027 و2028.

وبالرغم من أن الطائرة التي يعرضها القطريون يقال إنها عمرها أكثر من عشر سنوات، إلا أن طائرة بوينغ 747-8 الجديدة يبلغ ثمنها نحو 400 مليون دولار، بحسب خبراء.

ويتعين أيضا تجهيز الطائرة بوسائل اتصالات وتحديثات أمنية واسعة النطاق قبل أن تصبح طائرة رئاسية.

ويأتي هذا الجدل في سياق اتهامات سابقة لإدارة ترمب بإخفاء أكثر من 100 هدية أجنبية خلال ولايته الأولى، بقيمة إجمالية تجاوزت ربع مليون دولار، وفقاً لتقرير صادر عن لجنة الرقابة بمجلس النواب العام الماضي.

ويُعتبر هذا النقاش جزءاً من معركة أوسع بين الديمقراطيين وإدارة ترمب حول حدود قبول الهدايا الأجنبية وضوابط الشفافية، خاصة مع اقتراب الانتخابات الرئاسية المقبلة.

المنشورات ذات الصلة