كشفت إذاعة الجيش الإسرائيلي، اليوم الجمعة، عن اندلاع خلاف جوهري بين رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو وقيادة الجيش وعدد من الوزراء، حول كيفية استمرار الحرب في قطاع غزة، في ظل تصاعد الضغوط الدولية للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار.
وبحسب المصادر، شهد الاجتماع الذي دعا إليه نتنياهو مساء أمس الخميس أجواء متوترة للغاية، تخللتها مشادات كلامية وصراخ، خصوصًا بعد مداخلة رئيس الأركان إيال زامير، الذي قال بوضوح: "الجيش لا يستطيع السيطرة على مليوني شخص في غزة"، في إشارة إلى التعقيدات الميدانية والإنسانية في القطاع.
تصريح زامير أثار غضب نتنياهو، الذي انفجر صارخًا في وجهه، وأكد أن "فرض الحصار على غزة هو الخيار الأفضل"، محذرًا من أن احتلال القطاع بالكامل قد يُعرّض الجنود والرهائن للخطر.
ويأتي هذا الانقسام في الموقف السياسي والعسكري تزامنًا مع تصاعد الحديث عن اقتراب التوصل إلى هدنة مؤقتة مدتها 60 يومًا، إذ أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب اليوم أن رد حركة "حماس" على مقترح وقف إطلاق النار سيُعرف خلال 24 ساعة.
في المقابل، قالت "حماس" إنها تدرس المقترح الجديد المطروح من الوسطاء، وتُجري مشاورات مع الفصائل الفلسطينية بشأنه.
وكان ترامب أعلن في وقت سابق، أن إسرائيل وافقت على شروط هدنة مؤقتة في غزة لمدة شهرين، بهدف فتح الباب أمام اتفاق شامل ينهي الحرب المستمرة منذ 22 شهرًا، مشيرًا إلى أن الاجتماع الأميركي – الإسرائيلي الأخير في واشنطن كان "مطولًا ومثمرًا"، وأن القاهرة والدوحة ستقدمان "المقترح النهائي" لحماس.
على الأرض، يبقى الوضع الإنساني في غزة كارثيًا، وفق تأكيدات وكالة "الأونروا"، التي قالت إن "الجوع بلغ مستويات غير مسبوقة، في ظل انعدام الغذاء والدواء".
وفي ظل استمرار القتال والانقسامات داخل القيادة الإسرائيلية، يبقى مستقبل الحرب معلقًا على قرار حماس وردّها على المقترح المطروح.