إيست نيوز- ترجمة: باسم اسماعيل
عندما قاد بنيامين نتنياهو إسرائيل إلى انتصار عسكري على إيران في حزيران الماضي، صوّر حلفاءه وخصومه على حد سواء أن ذلك أفضل إنجازاته. وبدا أن نتنياهو قد اكتسب أخيراً رأس المال السياسي الذي يحتاجه لتجاوز معارضة حلفائه في الحكومة اليمينية المتطرفة للتوصل إلى هدنة في غزة.
وبعد ستة أسابيع أهدر نتنياهو هذه اللحظة؛ فالمحادثات بين حماس وإسرائيل عالقة مرة أخرى، وتضغط إسرائيل الآن من أجل التوصل إلى اتفاق لإنهاء الحرب دفعة واحدة بدلًا من أن يكون على مراحل. وتعيد هذه الخطوة المفاوضات إلى ما كانت عليه قبل 19 شهراً ومن المرجح أن تفشل كما فشلت في ذلك الوقت، فالآن ترفض كل من حماس ونتنياهو تقديم التنازلات اللازمة لإنجاح مثل هذا الاتفاق الشامل.
باختصار لقد تبخر الرصيد الذي اكتسبه نتنياهو في أعقاب الحرب مع إيران سواء على الصعيد المحلي أو الخارجي، وبلغت الإدانة الدولية للمجاعة المتزايدة في غزة ذروتها، واعترف العديد من حلفاء إسرائيل القدامى بالدولة الفلسطينية أو تعهدوا بالقيام بذلك قريباً، وفي الولايات المتحدة صوّت معظم أعضاء مجلس الشيوخ الديمقراطيين الأسبوع الماضي لمنع بعض مبيعات الأسلحة إلى إسرائيل. كما بلغت المعارضة الداخلية للحرب على غزة أعلى مستوياتها على الإطلاق، وتتزايد الدعوات لإعادة الرهائن المتبقين لدى حماس من خلال صفقة دبلوماسية، وكذلك تكثُر التساؤلات حول قدرة إسرائيل على الاستمرار في الحرب وسط تزايد الإرهاق في صفوف جنود الاحتياط في الجيش الإسرائيلي وارتفاع عدد الوفيات في صفوفهم بسبب الانتحار.