عاجل:

الثمن الباهظ الذي ندفعه بسبب كذبة نتنياهو "النصر المطلق" (هآرتس)

  • ٨٤

طوال سنوات حُكمه، لم يتردد بنيامين نتنياهو عن استخدام الكذب على الجمهور. فهو يكذب كما يتنفس. لكن الكذبة الأكبر والأخطر هي تلك المتعلقة بالحرب في غزة: كذبة تبرير "الحرب الأبدية"، أو الحرب "حتى النصر المطلق". هذه الكذبة تدفّعنا ثمناً باهظاً من حياة أسرانا، وحياة جنودنا، وحياة البشر في إسرائيل وغزة.

وفقاً لكل المعايير العسكرية، هُزمت "حماس" فعلاً في سنة 2024. تم القضاء على الكتائب والألوية التابعة لها في القطاع، وجرى شلّ قدرتها على ضرب الجبهة الداخلية الإسرائيلية. قبل نهاية العام الماضي، لم يعد يوجد في القطاع جيش منظّم قادر على تهديد دولة إسرائيل. ومع ذلك، تستمر الحرب، ليس لأسباب أمنية، بل لاعتبارات تتعلق بالبقاء السياسي.

تقتضي المصلحة الأمنية لإسرائيل إنهاء الحرب وإسقاط حُكم "حماس". لكن نتنياهو يختار مرة أُخرى سياسة "حماس هي رصيد". فهو يختار مرة أُخرى خطوات تعرّض أمن إسرائيل للخطر من أجل مصلحته الشخصية؛ والحرب التي لا تنتهي هي الغراء الوحيد الذي يُبقي على تماسُك حكومته، التي تعتمد على عناصر مسيانية متطرفة. بالنسبة إلى شريكَيه، بتسلئيل سموتريتش وإيتمار بن غفير، فإن كل يوم إضافي من الحرب هو "يوم معجزة آخر"، حتى لو كان مشبعاً بالدم والمعاناة الإنسانية الهائلة.

أمّا بالنسبة إلى نتنياهو، فإن حالة الطوارئ هي أيضاً رصيد. فهي تمكّنه من شل الأغلبية الديمقراطية التي تطالب بإعادة الأسرى، والتحقيق في إخفاقات 7 أكتوبر، وضمان مستقبلنا، كدولة يهودية و"ديمقراطية". إن حالة الطوارئ تنتج شعباً مرهقاً، سلبياً ويائساً، وهو ما يسمح لنتنياهو بمواصلة تدمير الديمقراطية وإعداد الأرضية لانتخابات غير حرة. تحت غطاء الحرب، ويضعف آليات الرقابة، ويضر بحراس البوابة، ويخلق واقعاً سياسياً يضمن انتصاره.

طالما واصلنا اللعب وفق القواعد التي يفرضها نتنياهو، فلن يتوقف، وسنُهزَم نحن. إن مفتاح إنقاذ إسرائيل هو كسر هذه القواعد، ليس فقط بالتظاهرات الأسبوعية والإضرابات المحدودة، بل من خلال جعل حُكم نتنياهو مستحيلاً، مدنياً واقتصادياً وسياسياً.

أعلم أن هناك مَن يشكك في القدرة على إسقاط الحكومة، لكن هذا ممكن. كما عرفنا كيف نغلق الدولة في أثناء وباء الكورونا، يمكننا فعل ذلك اليوم، بطريقة قانونية، وبإرادتنا. من الأفضل أن يجري هذا بمشاركة الهستدروت واللجان الكبرى والقطاع التجاري وشركات الهاي تك، لكن يجب ألّا ننتظرهم. علينا أن نبادر. لقد باتت "القدرة على الاحتجاج" قوية؛ الآن، يجب تدريب "القوة على الإضراب" و"التظاهر في منتصف الأسبوع". يشكل إضراب عائلات الأسرى يوم الأحد فرصة للبدء بهذا التدريب. يجب أن يكون هذا الإضراب الخطوة الأولى لتصعيد النضال من أجل إنقاذ الدولة، ويجب ألّا يُقابَل بالاستهزاء من الحكومة. يجب تصعيد النضال من الآن حتى تدرك الحكومة أن الحكم لا يقوم إلّا بموافقة المواطنين.

سنستبدل هذه الحكومة ونعيد إسرائيل إلى مبادئها التأسيسية: دولة يهودية "ديمقراطية"، قوية، وآمنة، تحقق إنجازات الحرب، وتلملم الجراح التي أحدثتها الحكومة الحالية. سنفعل ذلك، لأن البديل هو الهزيمة والانهيار الداخلي ودمار الوطن.

المنشورات ذات الصلة