"الكرة في الملعب الإسرائيلي"، هذا ما أعلنه المبعوث الأميركي توم برّاك، على قاعدة "خطوة مقابل خطوة"، لبنان قام بخطوة جبارة ومهمة وعلى إسرائيل أن تقوم بخطوة مقابلة، فهل تنسحب من النقاط الخمسة؟ كما سرب عن بارّاك في أحد مجالسه قبل أن يقدم ورقته التي باتت بعد التعديلات اللبنانية بمثابة خارطة طريق، إشادة بارّاك بالموقف اللبناني وتهنئته رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة والحكومة على ما قاموا به، والحديث الإيجابي والمعمق مع الرئيس نبيه بري وعنه، الذي خرج بنتيجة أننا نسير على الطريق الصحيح، يقابله موقف أميركي متشدد لا يرى جدوى في التمديد لقوات الطوارئ الدولية "اليونيفل"، يؤسس لمرحلة جديدة غير معلومة الأفق، إذا التزمت إسرائيل تنفيذ مهمة "نتنياهو الإلهية" بإقامة حلم إسرائيل الكبرى ولم تنفذ أي خطوة من خطوات خطة باراك الإنقاذية.
وقد استأثر ملف التجديد لـ"اليونيفيل على حيّزٍ مهم من جدول أعمال زيارة المبعوث الأميركي سيما وان السيدة مورغان أورتاغوس التي رافقت توم برّاك إلى بيروت، حيث كشفت مصادر مواكب لجولة الوفد الأميركي، للأنباء الإلكترونية، أن "أورتاغوس أثارت مع القيادات اللبنانية أسباب التحفّظ الأميركي على مسألة التجديد لها". وقالت: "في حال توفّر إجماع دولي في مجلس الأمن على تمديد مهام (اليونيفيل)، وقدّمت الأسباب الموجبة لهذا التمديد فإن بلادها ستقبل بتمرير هذا التمديد لسنة أخيرة"، مشيراً إلى أن المسؤولة الأميركية "لم تتحدّث عن تعديل في المهام والصلاحيات المنوطة بالقوات الدولية، بل بتمكينها من لعب دورها كاملاً".
وأوضحت المصادر أن "تعديل صلاحيات القوات الدولية ليس مطروحاً خلال جلسة مجلس الأمن المخصصة لبحث التمديد لـ(اليونيفيل)، وأن هذا الأمر جرى ترتيبه من الفرنسيين الذين سيتولون وضع الصيغة المتعلقة بمهام القوات الدولية، وأن دور هذه القوات تحدده أطر التعاون بينها وبين الجيش اللبناني، وهذا ما ترجم على الأرض منذ دخول قرار وقف إطلاق النار بين لبنان وإسرائيل حيّز التنفيذ".
وعلمت الأنباء الإلكترونية أن "المشاورات لا تزال جارية في الأمم المتحدة بشأن تجديد ولاية قوات اليونيفيل حيث يأخذ الجانب الفرنسي على عاتقه تأمين الحشد الدولي والأصوات الكافية في مجلس الأمن لاستمرار هذه القوات، ودورها في حفظ الأمن والاستقرار في جنوب لبنان، في مواجهة معركة تخوضها إسرائيل لإنهاء مهامها كلياً، وميول أميركي للتخلّي عنها، أو تقليص عددها تدريجياً.
وترجح المصادر ان "يصل الجانبان الأميركي والفرنسي الى نقطة وسط حيث هناك إقتراح أميركي يقوم على تقليص عدد اليونيفيل تدريجيًا وبطريقة مسؤولة". وأشارت المصادر الى أن "وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو وافق على خطة لإنهاء عمل قوات اليونيفيل". وقالت ان "إدارة ترامب ترى أن الإنفاق على اليونيفيل غير فعّال". فيما "تعارض الدول الأوروبية إنهاء دعم قوات اليونيفيل وستدعم تمديد عملها".