عاجل:

في صيدا.. شعلة "جمّول" تُضيء من جديد: المقاومة خيار وطني لا يموت

  • ٣٧

 أحيا التنظيم الشعبي الناصري الذكرى الـ41 لانطلاقة جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية – "جمّول"، بمهرجانٍ حاشد في ساحة الشهداء في صيدا، تحت شعار: "ذكرى الانطلاقة... عهدٌ يتجدّد بأن النضال باقٍ ما بقي الوطن."

وشكّل الاحتفال مناسبة لتجديد الالتزام بخيار المقاومة والوحدة الوطنية، وسط حضور سياسي وشعبي لافت، ضمّ ممثلي الأحزاب اللبنانية والفصائل الفلسطينية وفاعليات ثقافية واجتماعية ودينية، إلى جانب حشد جماهيري كبير.

افتُتح المهرجان بالنشيد الوطني اللبناني، تلاه عرض فني لفرقة "الكوفية" الفلسطينية، قبل أن يتوجّه عريف الحفل خليل المتبولي بكلمة أكّد فيها أن "جمّول لم تكن تنظيماً عسكرياً فحسب، بل كانت حالة وطنية جامعة جسّدت إرادة الشعب اللبناني بالتحرر والكرامة، والبوصلة كانت وستبقى فلسطين."

وأضاف المتبولي: "غزة اليوم تُعيد إنتاج تجربة جمّول... تقول كما قال الجنوب: العدو ليس قدراً، والمقاومة هي القدر. وكل بندقية لا تتجه إلى فلسطين هي بندقية عمياء."

من جهته، ألقى النائب الدكتور أسامة سعد، الأمين العام للتنظيم الشعبي الناصري، كلمة نارية تناول فيها الأبعاد الوطنية والإقليمية للذكرى، قائلاً: "في ذكرى انطلاقة الجبهة، نُجدد عهدنا للشهداء، ونُجدّد التزامنا بخيار المقاومة الوطنية الجامعة، لا الفئوية. جمّول لم تُقصِ أحداً، بل جمعت الكل تحت راية الوطن."

وانتقد سعد تغييب جبهة المقاومة الوطنية عن المشهد، قائلاً إن "احتكار الدولة للسلاح لا يُعفيها من مسؤولية الدفاع عن الأرض. وإذا لم تفعل، فإن هذا السلاح سيسقط من يدها ليقع في يد العدو."

وأشار إلى أن أي تفاهمات سياسية لم تُوقف العدوان، بل "بقي الاحتلال، واستمر القتل والتدمير، وما يُفرض علينا اليوم هو صفقة خسارة، لا سلام."

في كلمته، ربط سعد بين مسيرة جمّول وصمود غزة، مؤكداً أن "غزة اليوم تُجسّد معركة الكرامة للأمة كلها، في وجه مشروع صهيوني متكامل يريد تفكيك العالم العربي وإعادة رسم خرائطه."

وأضاف:"نكبة 1948 أطلقت ثورة عبد الناصر... نكسة 1967 فجّرت العمل الفدائي... واليوم، حرب غزة سيكون لها ما بعدها. الشعوب العربية ستثور ذودًا عن كرامتها وأوطانها."

ووجّه سعد رسالة إلى الشعوب العربية وقواها التقدمية، داعياً إلى تحوّل استراتيجي في الخطاب والممارسة: "لا تنتظروا المواقف الرسمية الباهتة... التغيير يبدأ من الشارع، من المقاومة، من الفعل."

في ختام المهرجان، أضاء النائب أسامة سعد شعلة الانطلاقة وسط تصفيق الحاضرين، في لحظة رمزية تؤكّد أن المقاومة الوطنية ليست ذكرى فقط، بل مشروع مستمر، وقرار لا يسقط بالتقادم.

ويشار إلى أن وفد حزب الله انسحب من المهرجان وذلك بعدما شن النائب أسامة سعد هجوماً على حزب الله من دون أن يسميه، معتبراً أن المقاومة كانت وطنية حتى جاء من أعطاها طابعاً طائفياً ومذهبياً. 

المنشورات ذات الصلة